انتحاري الهرمل من جماعة الأسير
لم تُحسم هوية منفّذ الهجوم الانتحاري في الهرمل. «بورصة» المشتبه فيهم رست على ثلاثة، أحدهم فلسطيني والآخران لبنانيان. والكلمة الفصل في يد المختبر الجنائي الذي تُنتظر منه نتائج فحص الحمض النووي لأشلاء الانتحاري لمطابقته مع عائلات المشتبه فيهم
رضوان مرتضى, آمال خليل
اقتربت الأجهزة الأمنية من كشف هوية منفّذ الهجوم الانتحاري في مدينة الهرمل. لم يُعلن الخبر رسمياً، لكنّ الاحتمالات تتأرجح بين ثلاثة مشتبه فيهم: اللبنانيان حسن غزاوي وحسن غندور (الصورة) وفلسطيني من آل ح. غير أنّ المصادر الأمنية رجحت أن يكون غندور، الملقّب بـ «أبو جعفر»، منفّذ الهجوم. وتستند في ذلك إلى أكثر من معطى، في انتظار صدور نتائج فحص الحمض النووي. فالأخير غادر إلى سوريا قبل أكثر من شهرين. وفي ٣٠ كانون الأول «تلقّت والدته اتصالاً منه أبلغها فيه أنّه في سوريا، وأنّه أصبح جاهزاً لملاقاة الرسول»، بحسب المصادر نفسها التي تشير إلى أن التحقيقات أثبتت أنه كان موجوداً في مدينة يبرود السورية، وأنّه على علاقة وطيدة مع قيادي بارز في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في منطقة القلمون.
وتكشف المعلومات أن غندور طالب في الجامعة العربية (فرع الدبية)، وهو يعمل أحياناً لدى خاله خالد ع. المنضوي في جماعة أحمد الأسير. وتفيد المعلومات أيضاً بأنه كان يتلقّى دروساً دينية لدى أحد المشايخ في مخيم عين الحلوة، ويتردّد الى مصلّى عز الدين القسام قرب منزله في حي الفوار في صيدا، الذي يؤم الصلاة فيه سليم الدحدولي، المنتمي إلى تيار داعي الإسلام الشهال السلفي.
ويدير والد غندور محلاً لبيع الفراريج في منطقة الشاكرية في صيدا القديمة، وهو شيعي تحوّل إلى المذهب السنّي على المنهج السلفي مع والده وأشقائه، علماً أن والدته عزيزة ع. مصرية الأصل تحمل جنسية لبنانية. وعلمت «الأخبار» أن هناك ملخصاً مرسلاً من أحد الأجهزة الأمنية منذ تفجير حارة حريك في الثالث من الشهر الجاري، يفيد بأن غندور مفقود، ويُشتبه في أنّه غادر إلى سوريا، بناء على بلاغ تقدّمت به والدته. وأمس، استدعت استخبارات الجيش عائلته إلى المديرية لإجراء فحص الحمض النووي لمقارنتها بتلك العائدة لأشلاء الانتحاري.
أما المشتبه فيه الثاني حسن الغزاوي، الملقّب بـ «أبو مالك»، فكان يعمل مسعفاً في مركز لبيب الطبي قبل أن يُطرد منه منذ ٤ أشهر. وتكشف المعلومات الأمنية أنّ الغزاوي مجهول مكان الإقامة منذ مدّة، وأن التحقيقات تشير إلى أنّه موجود في سوريا للقتال. وتؤكد المعلومات أنّ الغزاوي كان صديقاً لغندور، وأن الاثنين متأثران بخطاب أحمد الأسير. وتتضمن صفحته على الفايسبوك شعارات جهادية تدعو إلى «قطف الرؤوس» وتصنيع العبوات وشعارات حول «مظلومية أهل السنّة».
والى غندور والغزاوي، يبرز الفلسطيني من آل ح المجهول باقي الهوية، الذي تذكر المعلومات الأمنية أنّه يقيم في أحد مخيمات الجنوب، وأنّه غادر للقتال في سوريا مع آخرين قبل أشهر.
ومع حصر مسقط الانتحاري بمدينة صيدا، صار تأكيد الأسير نفسه أمام أحد المسؤولين الأمنيين قبل ثلاثة أشهر من معركة عبرا، بأنه بات يملك رصيداً من الشبان الانتحاريين الجاهزين، يتحقق يوماً بعد آخر، إذ إن الأرضية المذهبية التي أسس لها الشيخ الفار أنبتت معين أبو ظهر، أحد انتحاريي السفارة الايرانية، ومحمد الظريف أحد المشاركين في الهجوم على حاجز الجيش في مجدليون. «تقدم» صيدا «أسيرياً» ثالثاً يُقدّم نفسه قرباناً مفخّخاً لـ «زيارة الرسول»، بحسب ما ذكر في رسائل بعث بها غندور إلى عائلته وأصدقائه خلال الأشهر الأربعة الماضية، منذ مغادرته إلى سوريا للقتال ضد النظام السوري. حينها، غادر منزل عائلته في حي رجال الأربعين الواقع عند الواجهة الغربية للمدينة. وقبل ذلك بأشهر، كان قد تقرّب من حركة الأسير، وتردد إلى مسجد بلال بن رباح في عبرا، وشارك في اعتصاماته في صيدا. وبعد مغادرته، ضمت الأجهزة الأمنية اسمه إلى لائحة الشبان اللبنانيين والفلسطينيين الذين فقد أثرهم، وتردد أنهم غادروا إلى سوريا، وليل أول من أمس، عممت رسماً تشبيهياً للانتحاري المفترض من خلال إفادات شهود عيان. فجرى تعميمه على الأجهزة في كل منطقة في محاولة للتعرف على صاحبه، وعرض اللوائح الاسمية والصور، إذا توافرت. علماً بأن تحركات بعض عائلات المشتبه فيهم وضعت تحت المراقبة، وأن اتصالاتها تحت الرصد الفني، في محاولة لتتبع مصير أبنائها في سوريا والجماعات التي تجندوا لمصلحتها. من بين هؤلاء، عائلة غندور، إذ كشف الرصد الفني للهواتف، اتصالات تلقتها العائلة من مدينة يبرود السورية في الفترة الماضية، سجل آخرها قبل أربعة أيام مع والدته. ويوم أمس. وعلى غرار ما حدث مع عائلتي الانتحاريين أبو ظهر والفلسطيني عدنان المحمد، استُدعي والد حسين وشقيقه عابد، ونُقلا مع الوالدة مساءً، إلى وزارة الدفاع لاستكمال التحقيق معهم، وأخذ عينات من الحمض النووي للتثبت من أن أشلاء الانتحاري تعود إلى ابنهم.
انتماء الانتحاري إلى رجال الأربعين، أعاد إلى الأذهان حادثة محاولة تزوير إخراج قيد إفرادي باسم أحد ابناء الحي، وهو منتم إلى حزب الله. فقبل يوم واحد من تفجيري السفارة الإيرانية، تقدم شخص مجهول الهوية من أحد مخاتير الحي بطلب الحصول على إخراج قيد فردي باسم أحمد ف. ورفع له الأوراق والصور اللازمة، لكن المختار تنبه قبيل تسليمه إخراج القيد إلى أن الصور الشمسية لا تتطابق مع أوصاف أحمد، الذي يعرفه معرفة شخصية، ما دفع به إلى محاولة التحقق من هوية صاحب الطلب، فما كان من الأخير إلا أن غادر مسرعاً وتوارى عن الأنظار.
وأصدرت رابطة آل غندور بيانا اعلنت فيه رفضها «كل اشكال التطرف والتعصب البغيض، وأنها تستنكر اي فعل اجرامي او تفجير يطاول اي بقعة من بقاع بلدنا الحبيب»، معلنة انها «تتقدم من كل عائلة شهيد ومن كل جريح ومتضرر بالعزاء والاسف. وتعلن انها تتبرأ من المدعو حسن عبد الناصر غندور، وترى ان اي مجرم يحمل هذا الفكر، وهذا الاجرام، لا عائلة له ولا دين ولا طائفة».
تجدر الإشارة إلى أنّه تعقيباً على ما نقلته «الأخبار» عن مصادر أمنية ترجيحها أن يكون منفّذ الهجوم في الهرمل فلسطينياً لبنانياً من آل البقاعي يقيم في صيدا، أصدرت عائلة البقاعي بياناً أكدت فيه «عدم غياب أي من أفرادها في صيدا ومحيطها، ولا دخل لها بالانتحاري المزعوم».
يمكنكم متابعة رضوان مرتضى عبر تويتر | @
radwanmortada
المصدر:
http://www.al-akhbar.com/node/198910
الأربعاء يناير 29, 2014 6:55 am من طرف abuahmad