سوف تكون ضيفتنا اليوم، مشرفة ركن الصحة و الرجيم الغالية
و التي نرحب بها و نشكرها على تلبية الدعوة بصدر رحب،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخيتي أم عبد الله
أشكرك عن جهودك معي وتعبك ..
أكيد أنكم عرفتم سبب استضافة الأخت أم عبد الله،
بحكم تخصهها طب فأردت أن نأخذ من المنبع بعض المفاهيم، حتى نعزز معارفنا،
و نفهم أفضل غرض هذه المحاضرة.
غاليتي أم عبد الله، أردنا أن نفهم أكثر عن الهضم من الجانب الطبي، الجميع يعرف مسار الغذاء و ماذا يحدث تقريبا له في عدة مراحل، فهل لك أن تعطينا تلخيص بسيط له؟
تعقيب:
عملية الهضم هي عملية تحويل الأكل إلى جزيئات بسيطة يمكن إمتصاصها
تعقيب:
و من ثم إستعمالها في عدة مسارات من طاقة و بناء للجسم. عملية الهضم تشمل و ظيفتين أساسيتين متداخلتين : وظيفة ميكانيكية تشمل تفتيت الأكل و خلطه بإفرازات الجهاز الهضمي و مروره في الجهاز الهضمي
مضغ الأكل بلعه مروره في الجهاز الهضمي بمساعدة تقلص العضلات
وظيفة كيميائية و فيها إفراز مواد كيميائية (أنزيمات)تساعد على الهضم تحويل السكريات المعقدة إلى سكريات بسيطة تفتيت البروتينات و تحويلها إلى أحماض أمينية تحويل الدهون إلى أحماض دهنية و غليسيرول هذه الوظائف تخضع لسيطرة عصبية و هرمونية
أكيد أن كل عضو من أعضاء الجهاز الهضمي مهم، لكن يقال أن أهمها أو التي تعطى أهمية أو حتى تنتقد من الجميع هما المعدة و الأمعاء، هل هذا صحيح؟
تعقيب:
نعم و ذلك لأن أهم عمليات أو تفاعلات الهضم تحدث في المعدة و أغلب الإمتصاص يصير في الأمعاء و بالتحديد الدقيقة بحيث لا نجد في آخر الأمعاء الدقيقة إلا بقايا أكل غير قابلة للإمتصاص و هي التي تكون الفضلات
و كذلك تحتضن المعدة و الأمعاء مرضا واسع الإنتشار و هو القرحة عافانا و عافاكم الله منها قرحة المعدة gastric ulcer و قرحة الإثنا عشر duodenal ulcer و القرحة هي حدوث تآكل في الجدار المخاطي للمعدة أو الأمعاء
لدينا هنا مخطط توضيحي عن المعدة، فهل لك أن تحدثينا قليلا عنه،
و لماذا تعتبر المعدة كعضلة ممكن لها أن تغير حجمها على حسب كمية الأكل؟؟
تعقيب:
المعدة عبارة عن كيس أو خزان عضلي قابل للتمطط, هي خزان مؤقت للأكل
تعقيب:
تقع بين المريء و الأمعاء الدقيقة لها صمامين صمام يحدها من فوق إسمه الفؤاد cardia و آخر يحدها من أسفل يسمى البواب pylore
للمعدة تقوسان تقوس أكبر و تقوس أصغر
و تنقسم المعدة حسب علم التشريح إلى 3 مناطق
القاع Fundus
الجسم Body
الجيب او الغار Antrum
و من الناحية الفيزيولوجية تنقسم المعدة إلى جزئين:
منطقتا القاع و الجسم هما اللتان تستقبلان الطعام و يكبر حجمهما حسب كمية الأكل عندما يدخل الطعام إلى المعدة, يسترخي الجدار و يزيد من قدرة الإستيعاب و الذي يصل إلى لتر عملية الإسترخاء هذه تخضع للعصب رقم عشرة nerf vague
أما منطقة الجيب فهي الخاصة بتصريف الأكل إلى البواب و من ثم إلى الإثنا عشر duodenum و ذلك عبر تقلصات عضلية منظمة
يتكون جدار المعدة من (بالترتيب من الداخل إلى الخارج):
غشاء مخاطي
طبقة تحت الغشاء المخاطي
طبقة عضلية و فيها 3 عضلات (عضلات طولية, عضلات دائرية, عضلات مائلة)
غشاء المعدة او طبقة مصلية
نأتي الآن للغشاء المخاطي للمعدة
يحتوي الجدار المخاطي من المعدة على الكثير من الخلايا
الخلايا الرئيسية للمعدة تنتج إنزيم الببسين الخامل (غير قابل للعمل) و تنتج كذلك أنزيم الليباز lipase هذا الببسين يصبح نشيطا تحت تأثير حمض المعدة الذي تنتجه خلايا أخرى في المعدة (الخلايا الجدارية) و الببسين مهم جدا في عملية هضم البروتينات
كما تنتج الخلايا الجدارية العامل الداخلي facteur intrinseque الذي يشكل تجمعات مع الفيتامين ب 12 و يسهل ذلك إمتصاصها في الأمعاء
تنتج الخلايا المخاطية مخاطا يحمي جدار المعدة من الحمض و من الأنزيمات
كل ما تنتجه الخلايا المعدية يسمى عصارة معدية و هذه العصارة تتراوح كميتها يوميا بين لتر و لتر و نصف
الآن ننتقل معا للأمعاء، ثاني متهم في مشاكل الصحية المتعلقة بالتغذية، وفي الحقيقة ما يحدث له من مشاكل وأضرار و آلام سببه التغذية في حد ذاتها،كميتها و نوعيتها،
يقال أن الإمتصاص يكون أهمه في الجزء العلوي أو الأول من المعي الدقيق، لماذا؟؟
تعقيب:
هذا صحيح
تعقيب:
معظم عملية الإمتصاص تصير في الجزء الأول من الامعاء الدقيقة
لنتكلم قليلا عن الأمعاء الدقيق حتى نعرف السبب تتكون الأمعاء الدقيقة من ثلاثة أجزاء
الإثني عشري (30 سنتيمتر)
المعي الصائم (3 إلى 4 متر)
المعي اللفائفي (1 متر)
يعتبر الإثني عشري أقصر جزءلكن ذلك لا يقلل من أهميته ففيه تصب العصارات البنكرياسية (تفرز من البنكرياس) و الصفراوية (تفرز من الكبد)
و هذا ما يبرز أهمية الأمعاء الدقيقة في الهضم
في هذا الصورة نرى علاقة الإثني عشر بالبنكرياس و القناة الصفراوية
تعتبر هذه العصارات ضرورية لهضم السكريات و الدهنيات و البروتينات تمر في الأمعاء الدقيق كمية من السوائل تعادل 10 لترات يوميا يتم إمتصاص تسع منها و يمر اللتر الآخر في القولون
يحصل في الإثني عشر و المعي الصائم إمتصاص السكريات و الدهنيات و البروتينات, اما في المعي اللفائفي ففيه يقع إمتصاص الفيتامين ب 12 و كذلك الأملاح الصفراوية
و هل يعني هذا أن القلون الذي يشكي منه الكثيرون ليس له دور؟؟
تعقيب:
بل له هو الآخر دور مهم و هو إمتصاص الماء و الشوارد (electrolytes)
تعقيب:
و أيضا تخزين الفضلات و إخراجها
نرى هنا مخطط توضيحي للأمعاء الدقيقة و الأمعاء الغليظة ....
فهل لنا بملخص صغير عن عملهما، و أهميتهم في تنظيم التغذية؟؟
تعقيب:
تحدثت قليلا في سؤال سابق عن الأمعاء الدقيقة و أريد أن أضيف أنها تحتوي على أهداب عديدة تضاعف سطح التبادل إلى ما يقارب 600 مرة
تعقيب:
هذه الأهداب مهمة جدا للإمتصاص أكثر من طول الأمعاء نفسه كمثال: داء الزلاقي أو السيلياك يسبب ترققا لجدار الأمعاء و يهدم الاهداب مما يؤدي إلى سوء إمتصاص عند المرضى أما من يتم قطع جزء من أمعائهم فهذا لا يسبب لهم بالضرورة سوء إمتصاص
من هنا نفهم مدى أهمية هذه الأهداب و هي تحتوي على العديد من الخلايا شبيهة بمعامل صغيرة تحتوي على مضخات مهمة جدا في عملية الإمتصاص
نأتي الآن للأمعاء الغليظة أو القولون طوله قرابة متر إلى متر و نصف ينقسم إلى عدة أجزاء قولون صاعد و في أوله الزائدة الدودية قولون مستعرض قولون نازل قولون سيني المستقيم كما قلنا مهمة القولون هي إمتصاص الماء المتبقي و تخزين الفضلات و إخراجها كذلك يحتوي القولون على كمية كبيرة من البكتيريا (90 % من البكتيريا الموجودة في الجسم) و هي مهمة في محاربة الجراثيم المؤذية للجسم
يتكون جدار القولون من غشاء مخاطي و من طبقة عضلات دائرية و طبقة عضلات طولية و غشاء أمعاء
طبقتي العضلات تحدث تقلصات في القولون تدفع الفضلات إلى الأمام و في الأخير إلى الخارج
كلمة آخيرة أخيرة منك
تعقيب:
جزاك الله خيرا غاليتي أم إبراهيم على الدعوة و إن شاء الله اكون وفقت في الرد على الأسئلة