بورك لك في المولود وشكرت الواهب

بورك لك في المولود وشكرت الواهب

مصدر الموضوع الاصلي: بورك لك في المولود وشكرت الواهب

روي
عن الحسن البصري أن رجلًا جاء إليه وعنده رجل قد ولد له غلام، فقال له:
يهنك الفارس، فقال له الحسن: ما يدريك فارس هو أو حمار؟ قال فكيف نقول،
فقال الحسن: قل بورك لك في المولود وشكرت الواهب وبلغ رشده ورزقت بره والله
أعلم.
هكذا
علمنا الحسن البصري رحمه الله كيف نبشر من رزقه الله تعالى الولد، ونحن
نزف البشرى لكل من أنعم الله تعالى عليه بنعمة الولد فهي والله نعمة وبشرى
ومدد للعبد في الدنيا قبل الآخرة، قال الله تعالى:{فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ
السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } [نوح: 10-12].
ومرحلة
المهد هي أول مراحل نمو الطفل وترعرعه، وتبدأ من الميلاد حتى نهاية السنة
الثانية من عمر الطفل، ولهذه المرحلة خصائص وحاجات يحتاج كل مربي أن يتعمق
فيها ويتقن فنونها حتى يستطيع أن يربي طفله بنجاح.
كما
أن الأسابيع الأولى من حياة المولود لها أهميتها الخاصة سواء على المستوى
الشرعي والإيماني أو المستوى العقلي أو المستوى النفسي أو المتسوى الصحي
والبدني.
وفي
هذه العجالة سنعرض لأهيمة الأسابيع الأولى من حياة المولود من الناحية
الإيمانية والشرعية فما هي ياترى الآداب التي يحسن على كل مرب أن يتبعها في
هذه المرحلة.
الشهر
الأول من حياة الطفل وبداية النضال:
(يعتبر
الشهر الأول من حياة الطفل (الوليد) محكا لمدى قدرته على النضال من أجل
البقاء حيث يولد الطفل ولديه بعض الخصائص الذاتية من حيث ما يستطيع أن يقوم
به من استجابات، وما يمكن أن يصل إليه من النمو الجسمي، وكذلك من حيث
قابليته للتعلم واكتساب الخبرات، وعلى أساس ما قد يكون لدى الطفل من خصائص
ذاتية في هذه النواحي: سواء من حيث الانعكاسات الأولية أو غيرها من
الاستجابات، أو من حيث ما يكون لديه من طاقات عضلية وقدرات حسية وغير ذلك
مما يدخل في تكوينه البيولوجي العام يتوقف شكل التفاعل مع الطفل وبيئته،
مما يؤثر في تحديد المسار الذي تتجه فيه عملية النمو فيما بعد إلى حد كبير)
[الطفل من الحمل إلى الرشد، د.محمد عماد الدين
إسماعيل، ص(161)].
وما
دام لهذه الأسابيع من مرحلة المهد هذه الأهمية تعال معي سويًا لنتعرف على
أهميتها من الجانب الإيماني والشرعي أولًا:
المحورالأول:
الجانب الشرعي والإيماني:
أهم
الآداب الشرعية التي يحسن بك عزيزي المربي أن تتبعها مع المولود الجديد:
1. استحباب التأذين في أذن المولود.
2. استحباب تحنيك المولود.
3. استحباب حلق رأس الطفل والتصدق بوزنه.
4. استحباب العقيقة.
5. إحسان التسمية .

استحباب التأذين في أذن المولود:
(عن عبيد الله
بن أبي رافع عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن
الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة) [حسنه الألباني في صحيح سنن أبي
داود، (5105)].
(قال ابن
القيم رحمه الله: وسر التأذين والله أعلم أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان
كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل ﺑﻬا في
الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن
كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه
وتأثيره به، وإن لم يشعر مع ما في ذلك من فائدة أخرى وهي هروب الشيطان من
كلمات الأذان وهو كان يرصده حتى يولد) [تحفة المودود بأحكام المولود،
ابن القيم، (1/21)].
استحباب تحنيك المولود:
ومعنى
التحنيك: أن يؤتى بتمرة للرجل الذي يتوسم فيه الصلاح، فيمضغها حتى تلين ثم
يضعها في فم المولود ويمررها فيه برفق.
(عن
عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى في بيت الزبير مصباحا فقال يا
عائشة ما أرى أسماء إلا قد نفست فلا تسموه حتى أسميه فسماه عبد الله وحنكه بتمرة) [البخاري].
وفي
الصحيحين من حديث أبي بردة عن أبي موسى قال ولد لي غلام، فأتيت به إلى
النبي فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة زاد البخاري، ودعا له بالبركة ودفعه إلي
وكان أكبر ولد أبي موسى.
وسبحان الله
تعالى لقد أثبت العلم الفائدة الصحية التي تعود على المولود من هذه الفطرة
النبوية (فمما ذكر في التمر أنه يحتوي على فيتامين (ب) وهو يستخدم في
علاج تشقق زوايا الفم والشفاه التهابات اللثة والفم وحالات الحساسية، كما
أن الرطب يحتوي على فيتامين (ج) الذي له أثر فعال لوقاية اللثة من
الالتهابات وتقوية الأوعية الدموية الشعرية والمحافظة على أنسجة الفم
واللثة ويقيها من التلف والمرض، لأنه أساسي للنمو، فيكون التحنيك الذي هو
سنة من السنن النبوية له فائدتان فائدة وقائية تقي اللثة من الأمراض،
وفائدة علاجية، وإلى مزيد من التجارب ليظهر الإعجاز النبوي بصورته الحقيقة)
[الإعجاز
العلمي في السنة النبوية، ص(76)].
ويقول الدكتور
عبد الله ناصح علوان (ولعل الحكمة في ذلك تقوية عضلات الفم بحركة اللسان
مع الحنك مع الفكين بالتلمظ حتى يتهيأ المولود للقم الثدي، وامتصاص اللبن
بشكل قوي وحالة طبيعية) [تربية الأولاد في الإسلام، د.عبد الله ناصح علوان،
ص(47)].
استحباب العقيقة:
والأدلة على
ذلك كثيرة منها:
· (في الغلام عقيقة فأهريقوا عنه
دما وأميطوا عنه الأذى) [صححه الألباني، في صحيح
الجامع، 4353)].
·
(كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه ويسمى
فيه، ويحلق رأسه) [صححه الترمذي].
·
(عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (4105)].
·
(لا يحب الله العقوق كأنه كره الاسم وقال من ولد له
ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتين وعن الجارية شاة) [حسنه الألباني، في مشكاة المصابيح، (4156)].

استحباب حلق رأس الطفل:
سئل الحسن عن قوله أميطواعنه الأذى قال يحلق رأسه وقال أحمد بن حنبل سمعت أباعبدالله يقول يحلق رأس الصبي.
كما أثبت العلم أيضاً فائدة حلق رأس الصبي ولا نقول إلا سبحان
الله:
يقول
الدكتور عبد الله ناصح علوان: (الحكمة في ذلك تتعلق بشيئين:
الأول:
حكمة صحية: لأن إزالة شعر رأس المولود تقوية له وفتحًا لمسام الرأس وتقوية
كذلك لحاسة البصر والشم والسمع.
الثاني:
حكمة اجتماعية: لأن التصدق بوزن شعره فضة ينبوع آخر من ينابيع التكافل
الاجتماعي) [تربية الأولاد في الإسلام، د.عبد الله
ناصح علوان، ص(73)].
ويقول الدكتور صالح بن أحمد رضا:
(وذلك
لما في الحلق من فائدة في النظافة، فإن في ازالة الشعر نظافة وحماية وراحة
ونشاط يشعر بها كل من قام بها وفعلها، فإنه يشعر بخفة وراحة بهذه السنة
النبوية، وبخاصة لو اعتبرنا الأمر في بيئة تشح فيها المياه ويقل التنظيف،
فإن الحلق يكون أفضل وسيلة للنظافة مما قد يعلق في الشعر من الأوساخ) [الإعجاز العلمي في السنة النبوية، د. صالح بن أحمد رضا، ص(78)].
إحسان التسمية:
تسمية الطفل
لها أثر كبير على نفسيته في المسقبل وتقبل المجتمع له ولذلك وصى الشرع
الحكيم بإحسان تسمية الأولاد:
قال
صلى الله عليه وسلم: (تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإنما أنا أبو القاسم
أقسم بينكم) [صححه الألباني في الأدب المفرد،
(839)].
وقال:
(أحب الأسماء إلى الله، عبد الله وعبد الرحمن و الحارث)[صححه الألباني، في السلسلة الصحيحة، (904)].
وعن
سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ما
اسمك قال حزن قال أنت سهل قال لا السهل يوطأ ويمتهن قال سعيد فظننت أنه
سيصيبنا بعده) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود،
(4956)].
وروى
الإمام مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد: أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
قال لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة، قال ابن من قال بن شهاب قال ممن قال من
الحرقة قال أين مسكنك قال بجرة النار قال بأيتها قال بذات لظى قال عمر:
أدرك أهلك فقد هلكوا واحترقوا. فكان كما قال عمر رضي الله عنه.