القراءة على الأموات بدعة، وأخذ الأجرة على ذلك لا
يجوز؛ لأنه لم يرد في الشرع المطهر ما يدل على ذلك، والعبادات
توقيفية، لا يجوز منها إلا ما شرعه الله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
متفق على صحته.
وهكذا ذبح الذبائح وإعداد الطعام من أجل الميت كله بدعة
منكرة، لا يجوز سواء كان ذلك في يوم أو أيام؛ لأن الشرع المطهر لم
يرد ذلك، بل هو من عمل الجاهلية؛ لما ثبت في مسند الإمام أحمد
-رحمه الله- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
أربع في أمتي من أمر الجاهـلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء
بالنجوم، والنياحة، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم
القيامة، وعليها سربال من قطران ودرع من جرب
رواه مسلم في
صحيحه .
وعن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال:
كنا نعد الاجتماع إلى
أهل الميت، وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة
رواه الإمام أحمد بإسناد حسن.
.
ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-:
أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن ...
الحديث . ولم يكن من عمل -النبي صلى الله عليه وسلم- ولا من عمل الصحابة -رضي الله
عنهم- أنه إذا مات الميت يقرؤون له القرآن، أو يقرؤون عليه القرآن، أو
يذبحون الذبائح، أو يقيمون المآتم والأطعمة، والحفلات، كل هذا بدعة،
فالواجب الحذر من ذلك وتحذير الناس منه.
وعلى العلماء- بوجه أخص- أن ينهوا الناس عن ما حرم الله
عليهم، وأن يأخذوا على أيدي الجهلة والسفهاء، حتى يستقيموا على
الطريق السوي الذي شرع الله لعباده، وبذلك تصلح الأحوال
والمجتمعات، ويظهر حكم الإسلام، وتختفي أمور الجاهلية. نسأل الله
للجميع الهداية والتوفيق.