مصدر الموضوع الاصلي: للنقدى بالمصطفى وهديه مع الصغار
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده
من كتيب كيف نربي أطفالنا . القسم العلمي بدار الوطن ..
لقد أهتم الأسلام بالصغار اهتماماً عظيماً , لأنهم البنية الأولىللمجتمع
المسلم ,بهم يقوى شأنه , ويعلو أمره , ويظهر صيته , وعلى أكتافهم تقوم الأمم
والأمة الأسلامية تحتاج إلى مزيد من الرجال ليحملوا رسالتها ويبلغوا دعوتها ويدافعوا عن وجودها
ولن يتحقق ذلك إلا إذا تربى أبناءها تربية صالحةقائمة على ماشرعه الله ورسوله.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خير البرية والقائد الأعلى الذي على أكتافه نشر الرسالة
والتبليغ عنها والدفاع عنها , ورغم إنشغالاته كان يخصص وقت للصغار في تعامله فكان هديه
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
1- كان يقبل الصغار :
عن عائشة رضي الله عنها قالت :جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ك
تقبلون الصبيان , فما نقبلهم ؟! فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ( أو أملك
لك أن نز ع الله من قلبك الرحمة) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن ابن علي وعنده
الأقرع بن حابس التميمي جالساً , فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ماقبلت
منهم أحداَ, فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال( من لايرحم
لايُرحم )
متفق عليه .
وكان يقبل ابنه إبراهيم وابنته فاطمة رضي الله عنهما .
2- كان يمازح الصغار:فعن أنس رضي الله عنه قال :كان لأبي طلحة ابنٌ يقال له: أبو عمير, وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يمازحه وفي رواية : يضاحكه فدخل عليه فرآه حزيناً فقال(مالي أرى أبا عمير حزيناً) فقال: مات
نغره الذي كان يلعب به ,قال: فجعل يقول (أباعمير مافعل النغير) رواه أحمد .
3-كان يسلم على الصغار :
فقد أخرج البخاري ومسلم عن أنس أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال : كان النبي صلى الله
عليه وسلم يفعله . وعنه أيضاً أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار ويسلم
على صبيانهم , ويمسح رءوسهم .رواه النسائي وصححه الألباني .
وللسلام على الصغار أثر طيب وجميل على نفسية الطفل وإشاعة لخلق إسلامي رفيع , وفيه نشر للمودة
والمحبة, وتعليم للصغير أدب السلام .
4-كان يلعب مع الصغار:فعن سعد بن أبي وقاص قال :دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان
على بطنه . فقلت : يارسول الله أتحبهما ؟ فقال (ومالي لاأحبهما وهما ريحانتاي)
5-كان يمسح رءوس الصغار:فيشعرون بلذة الرحمة والحنان والعطف , كما يشعرون باهتمام الكبار بهم وحبهم لهم , فعن جابر ابن سمرة
قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى و ثم خرج إلى أهله
وخرجت معه , فاستقبله ولدان , فجعل يمسح خدي احدهم واحداً واحداً . قال :
وأما أنا فمسح خدي . قال : فوجدت ليده ريحاً كأنما أخرجها من جؤنة عطار.
رواه مسلم. الجؤنة : مايعد فيه الطيب.
6- كان يحرص على تعليمهم و تأديبهم :فعن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش
في الصحفة ,فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (ياغلام سم الله , وكل بيمينك وكل ممايليك) متفق عليه .
7- كان إذاتلقاه الأطفال وهو قادم من سفر حملهم على دابته وأحسن استقبالهم :فعن عبد الله بن جعفر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر
تلقي بصبيان أهل بيته
قال : وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه , فحملني بين يديه , ثم جئ بأحد ابني
فاطمة فأردفه خلفه , قال فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة . رواه مسلم .
8- كان يستأذن الصغار عند أخذ شيء من حقوقهم :فعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُوتي بشراب, فشرب منه وعن يمينه
غلام , وعن يساره أشياخ , فقال للغلام ( أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ) فقال الغلام :لا , والله
لاأوثر بنصيبي منك أحداً . قال:فتله -اي وضعه- رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده .متفق عليه.
9- كان يعودالصبيان عند مرضهم:فعن أنس أن غلاماً ليهود كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم
فمرض , فأتاه النبي يعوده , فقال (أسلم ) فأسلم . رواه البخاري . ولاشك أن لعيادة المريض - خاصة
إذا كان صغيرا -أثر طيباً في نفسه , وتأليفاً لقلبه , وجذبه إلى الخير والصلاح .
بأبي
أنت يارسول الله إنك الرحمة المتسامية في تو اضعها , والرجولة المتناهية
في رقتها ,
والبساطة المتألقة في حسن تعاملها , والأبوة الحانية في أروع
مباهجها. فبمن تقتدي إذا لمن نقتدي بك ,
اللهم صلي على محمداً ماذكره الذا كرون وصلى على محمداً ماغفل عن ذكره الغافلون ...