هل هناك من لا يريد النجاح في هذه الحياة؟ ستستغرب لو قلت لك إن الكثيرين
جدا بيننا لا يريدون النجاح، بل ويرغبون في الفشل وربما لا يدركون ذلك. في
داخلهم خوف مبهم من النجاح لذا تجدهم يفضلون دائما الوقوف خلف "الحيطان"
عقلهم الباطن رافض، وبشدة، لفكرة النجاح وما يتبعها من مسؤوليات ومحافظة
على هذا النجاح. لذا اسأل نفسك بصدق: كم مرة أردت الفشل وبررت ذلك بمئات
الأعذار الواهية؟
ضع ورقة أمامك واكتب الجواب، واحرص على أن تكون وحيدا وعلى أن يكون الجو
هادئا، وغالبا ما تتوفر هذه الشروط ليلا أو في الصباح الباكر. أكرر: كن
صادقا مع نفسك، فالاعتراف بالأخطاء هو أول خطوة نحو القضاء على هذه
الأخطاء. ستكتشف - وأنت تجيب - أنك كثيرا ما رفضت عروضا وتجنبت أخرى وفررت
من ثالثة مدعيا أن هذه لا تناسبك وأن الأخرى راتبها قليل وأن الثالثة لا
وقت لديك للتفرغ إليها.
هذه مجرد أمثلة بالطبع لما قد تكون عليه إجاباتك، لكن الفرق الآن أنك
تدرك أنك كنت "مدعيا" ولم تكن أسبابك حقيقية في تجنب الفرص التي أتيحت لك.
إن إرادة الفشل تغزو بسرعة كبيرة العقل الذي لا يمتلئ بالرغبة المتوقدة في
النجاح. إن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وإن لم تملأها
بإرادة النجاح وجدت إرادة الفشل تحل بدلا عنها، إن عقلك الباطن لا يميز
بين الصالح والطالح وهو كالمغناطيس يجذب كل ما يحيط به، والمشكلة أنك قد
تكون في غفلة من ذلك بينما كم هائل من المشاعر السلبية يجتاح عقلك الباطن.
والعكس صحيح فكلما داومت على مجالسة الناجحين والمتفائلين وكنت في بحث
دائم عن كل ما يثير حماستك للعمل والنجاح فإنك ستجد آلاف الأشياء التي لها
علاقة بالنجاح تأتي إليك طوعا منجذبة بقوة العقل الباطن الذي وصفناه بأنه
مغناطيس.