الحريري يأسف لأعمال الشغب ويحذر من الدعوات المشبوهة
الاربعاء, 26 يناير 2011
بيروت - «الحياة»
Related Nodes:
سيارة النقل المباشر لمحطة «الجزيرة» تحترق في طرابلس (أ ف ب).jpg
أسف رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري بشدة «لأعمال الشغب والصدامات التي حصلت مع القوى العسكرية والامنية»، وقال: «أناشد أهلي وجميع إخوتي وأخواتي في كل المناطق اللبنانية، التزام أعلى درجات الهدوء والحذر، والتنبه الى مخاطر الانجرار وراء دعوات مشبوهة التي يمكن أن تنطلق من هنا وهناك».
ووجه الحريري كلمة الى «اللبنانيين والاهل والاصدقاء، في كل مكان من لبنان»، وذلك بعد ساعات على حركات الاحتجاج التي شهدتها المناطق اللبنانية، وبعد قرابة الساعة على انتهاء الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري والتي اسفرت عن نيل المرشح الى منصب رئاسة الحكومة نجيب ميقاتي اكثرية الاصوات النيابية.
وقال الحريري في بث مباشر لكلمته: «أتوجه اليكم بنداء المحبة والوفاء والعقل، مقدراً العاطفة النبيلة، التي اردتم من خلالها، أن تعبّروا عن التزامكم الخط الوطني للرئيس الشهيد رفيق الحريري. فعندما قررتم الدعوة الى يوم الغضب في مدينة طرابلس الحبيبة، وسائر المناطق اللبنانية، كان دافعكم الى ذلك، التعبير عن موقف سياسي اعتراضي، يشكل جزءاً من المسار الديموقراطي الذي اخترناه معاً، والذي نؤمن انه المسار السليم الذي لا يجوز التخلي عنه مهما بلغت حدة الانفعالات».
وأضاف قائلاً: «اذ اعبّر عن شكري وامتناني، لكل مواطن حر التزم هذا المسار، وقرر المشاركة في رفع الصوت، مندداً بمحاولات الهيمنة على قرارنا الوطني، وعلى قرار مدينة طرابلس تحديداً، أرى من واجبي في الوقت نفسه، اعلان رفضي الكامل، لكل مظاهر الشغب والخروج على القانون، التي رافقت التحركات الشعبية، وشوهت مع الاسف الشديد، الاهداف الوطنية النبيلة لهذه التحركات». وقال: «فالغضب لا يكون ولا يصح أن يكون بقطع الطرقات وإحراق الدواليب والتعدي على حرية الآخرين مهما كانت الدوافع الى ذلك، وإذا كان علينا أن نقتدي بشيء في هذا المجال، فلنا ان نقتدي باليوم التاريخي لقوى الرابع عشر من آذار عام 2005، وبالسيرة الديموقراطية للرئيس الشهيد رفيق الحريري».
وعبر عن أسفه الشديد «للهجوم الذي تعرضت له السيارة التابعة لمحطة «الجزيرة»، ولأعمال الشغب والصدامات مع القوى العسكرية والامنية»، مناشداً «أهلي وجميع إخوتي وأخواتي في كل المناطق اللبنانية التزام أعلى درجات الهدوء والحذر والتنبه الى مخاطر الانجرار وراء بعض الدعوات المشبوهة التي يمكن أن تنطلق من هنا وهناك». ورأى ان «طرابلس قالت كلمتها ومعها كل الشمال، وهناك من أراد لهذه الكلمة أن تحترق في عمل مشبوه ومرفوض»، وقال: «كونوا حذرين من الوقوع في ما نحذر منه دائماً، فليس هدفنا ولا هو هدفكم أن نكون في السلطة، أو أن نعود الى رئاسة الحكومة. وسبق أن قلت ان كرامة الوطن والمواطنين هي عندي اغلى من كل مواقع السلطة.
هدفنا دائماً، أن نحمي الدولة من محاولات الهيمنة على قراراتها وأن نحمي خطنا السياسي من المؤامرات التي تحاك ضده، وأن نحمي السلم الأهلي من العابثين بوحدتنا الوطنية». وقال: «ندائي اليكم، هو نداء وطني بامتياز، ولن يكون، وما كان في يوم من الايام نداءً مذهبياً. الخطاب الوطني يجب أن يعلو فوق كل خطاب، خصوصاً عندما تصل المشاعر الى الذروة، وأنتم شعب غاضب لكنكم شعب مسؤول عن سلامة لبنان، وسلامة الحياة المشتركة بين اللبنانيين».
إرفعوا الأعلام اللبنانية
وأضاف قائلاً: «أتفهم مشاعركم رجلاً رجلاً وسيدة سيدة وشاباً شاباً، أتفهم صرخات الغضب التي انطلقت من صدور عامرة بالألم والكرامة معاً، ولكن لا يجوز لهذا الغضب أن يقودنا، الى ما يخالف قيمنا وتربيتنا وعقيدتنا، وإيماننا بأن الديموقراطية ملجأنا ووسيلتنا التي لا غنى عنها في التعبير عن موقفنا السياسي»، وقال: «أنتم حماة السلم الأهلي والعيش المشترك، وأنتم خط الدفاع الأول عن النظام الديموقراطي. إرفعوا الأعلام اللبنانية فوق بيوتكم، ولتبق رؤوسكم مرفوعة، وتأكدوا أنني سأكون معكم، في السراء وفي الضراء، أحمل معكم لواء الدولة ومؤسساتها الشرعية، وندافع معاً عن سيادة لبنان وكرامة أهله مهما غلت التضحيات».
وقال: لا تعطوا أياً كان، ذريعة اللجوء الى الشارع في بت الخلافات السياسية، وحافظوا على وسائل التعبير الديموقراطي، بما تمتلكون من تجارب واعية، وامسكوا بالغضب الى حيث تريدون وحيث تكون مصلحة لبنان، ولا تنقادوا لهذا الغضب مهما عملوا على استدراجكم اليه. معكم سنواصل الطريق. ومعكم سنبقى تحت راية النظام الديموقراطي لنحمي لبنان. عشتم، عاش لبنان».