سليمان يكلّف ميقاتي تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة
الاربعاء, 26 يناير 2011
بيروت - «الحياة»
كلّف الرئيس اللبناني ميشال سليمان الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء نتائج الاستشارات النيابية التي أجراها على مدى يومين في القصر الجمهوري وانتهت الى تسمية ميقاتي من قِبل 68 نائباً مقابل 60 نائباً سموا رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، مع العلم أن نواباً من «المستقبل» أحصوا 67 صوتاً لميقاتي بسبب سفر النائب عصام صوايا من «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي الذي يرأسه ميشال عون والذي، وفق قولهم، لا يحق له أن يسمي باسمه «لأن لا تفويض في هذه الاستشارات».
وتوزعت أصوات النواب، بحسب الطوائف اللبنانية، على الشكل الآتي: الشيعة: 24 صوتاً لميقاتي و3 أصوات للحريري، السّنّة: 7 لميقاتي و20 للحريري، الموارنة: 20 لميقاتي و14 للحريري، الدروز: 7 لميقاتي و1 للحريري، الأرمن: 2 لميقاتي و4 للحريري، الأرثوذكس: 2 لميقاتي و12 للحريري، الكاثوليك: 6 لميقاتي و2 للحريري، علويون: لا شيء لميقاتي و2 للحريري، انجيلي: لا شيء لميقاتي وصوت للحريري، أقليات: لا شيء لميقاتي وصوت للحريري.
< واصل الرئيس ميشال سليمان أمس، استقبال كتل نيابية ونواب مستقلين لليوم الثاني على التوالي وانتهت الاستشارات ظهراً، ثم دعا في الواحدة والدقيقة العاشرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى القصر وأبلغه نتيجة الاستشارات، واكتفى بري بالقول لدى مغادرته: «المهم ان نعود جميعاً الى المسلك الدستوري والقانوني».
التكليف
ثم استدعى سليمان الرئيس ميقاتي وأبلغه النتيجة. وصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بيان جاء فيه «عملاً بأحكام البند (2) من المادة 53 من الدستور المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، وبعدما تشاور رئيس الجمهورية مع رئيس المجلس النيابي استناداً الى الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها فخامته في تاريخ 24 و25 الجاري وأطلعه على نتائجها رسمياً في تاريخ 25/1/2011، استدعى الرئيس سليمان في الواحدة والدقيقة الخامسة والخمسين بعد ظهر الثلثاء في 25/1/2011، الرئيس السابق محمد نجيب ميقاتي وكلفه تشكيل الحكومة».
وكانت الاستشارات استؤنفت أمس، على وقع الاحتجاجات التي قام بها مناصرو «تيار المستقبل»، والتي ألقت بثقلها على الاستشارات وبعض المواقف التي صدرت من القصر. فالتقى سليمان كتلة «القرار الحر» التي ضمّت النائبين ميشال فرعون، وسيرج طور سركيسيان، وسمت الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة. ثم التقى كتلة «التوافق الأرمني» وأعلن النائب سيبوه قلبكيان باسم الكتلة تسمية الرئيس سعد الحريري.
والتقى سليمان كتلة «التضامن» التي ضمّت الرئيس نجيب ميقاتي والنائب أحمد كرامي، وأعلن كرامي أن الكتلة سمت الرئيس ميقاتي، في حين وجّه ميقاتي نداء الى «أهلي في طرابلس بصفتي نائباً عنها أدعوهم فيه الى ضبط النفس وعدم الانجرار الى اي إشكال مهما كان نوعه، بالأمس قلت إنني أمد يدي الى الجميع وأتعاطى مع الجميع، لن أدخل في جدال في ما اذا كان ما يحصل مخططاً له او هو تحركاً عفوياً، ولكن مهما حصل فإن سعد الحريري سيبقى أخاً وصديقاً لي، ونحن أبناء طائفة وملة واحدة». وأكد أن «أحد الحوافز وراء ترشيحي هو أن تكون طرابلس على الخريطة السياسية في لبنان».
ولفت الى ان «اتهاماً يوجه اليه بأنه مرشح المعارضة وحزب الله»، وقال: «أنا قدمت ترشيحي ولكن هل إذا دعمني الحزب أرفض دعمه». وأضاف قائلاً: «ندائي الى جميع اللبنانيين بإذن الله، نجيب ميقاتي سيكون عند حسن ظنكم».
ثم التقى سليمان كتلة نواب «حزب البعث» التي تضم عاصم قانصوه وقاسم هاشم. وأعلن قانصوه تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، متمنياً «ان تكون هناك حكومة إنقاذ وطني»، معتبراً «ان ما يجرى اليوم هو غمامة صيف عابرة، وندعو الى الاحتكام للدستور والديموقراطية الصحيحة التي هي العمود الفقري لحياتنا السياسية والدستورية، ونتمنى للرئيس نجيب ميقاتي النجاح لمصلحة لبنان». وقال: «نحب الحريري، ولو مشي بالخط «مظبوط» لكنا معه، لكنه اختار هذا الخط».
ثم التقى سليمان كتلة نواب الحزب السوري القومي الاجتماعي وتضم أسعد حردان ومروان فارس. وأعلن حردان أن الكتلة سمت الرئيس ميقاتي، متمنياً على «القوى السياسية إنقاذ البلد».
فرط «الوفاق الوطني»
وكان من المقرر، بحسب جدول الاستشارات، ان يستقبل سليمان كتلة «الوفاق الوطني» التي تضم الوزير محمد الصفدي والنائب قاسم عبدالعزيز، إلا أن الصفدي وصل وحيداً الى القصر وسمى ميقاتي وأعلن بعد اللقاء انه «لم يعد هناك كتلة اسمها الوفاق الوطني وان النائب قاسم عبدالعزيز سيأتي منفرداً».
وقال: «مع كل محبتي ومعزتي واحترامي للرئيس سعد الحريري، أنا سميت الرئيس نجيب ميقاتي لترؤس الحكومة العتيدة».
وعن اتهام ميقاتي بأنه مرشح «حزب الله» قال: «ليس هناك مرشح حزب الله او غيره، نحن في وضع سياسي في لبنان، هذا الوضع أفرز مرحلة جديدة».
وعن التحركات التي تحصل في الشارع، قال: «هذا حق مشروع لكل من يريد التعبير عن مشاعره». ونفى وجود أي دعوة للفتنة من اي فريق». وشدّد على أن «التغيير الحكومي حصل من ضمن اللعبة الدستورية الديموقراطية التي نؤمن بها جميعاً».
ثم استقبل سليمان النائب عبدالعزيز الذي قال: «انسجاماً مع خيارات أهلي وأحبائي في الضنية والمنية وعكار وطرابلس وكل مناطق الشمال رشحت الرئيس الحريري لتأليف الحكومة».
وقابل سليمان كتلة «نواب الأرمن» وتضم أرتور نظريان وآغوب بقرادونيان. وأعلن الأخير انه «سبق ان سمت الكتلة الرئيس الحريري لتشكيل حكومتين متتاليتين نظراً الى ما يمثل من رؤية وقدرات وإمكانات لحل الأزمة في تلك المرحلة. ونظراً الى الظروف الراهنة والتحديات الظاهرة، وانطلاقاً من ضرورة مواجهة هذه المرحلة الدقيقة بصبر وتمايز وأفكار خلاقة تخدم مصلحة لبنان وكل اللبنانيين، ترى كتلة نواب الأرمن في شخص الرئيس ميقاتي الرجل المناسب لتأليف الحكومة العتيدة وهو الذي أثبت في ظروف أصعب عام 2005 ثباته في الاعتدال واحترام الآخر وقبول الغير وقيادة البلد الى شاطئ الأمان». وقال ان الكتلة تمنت على رئيس الجمهورية «أن يبذل كل الجهود مع الرئيس المكلف لتشكيل حكومة إنقاذ وطني تجتمع تحت رايتها النسبة الكبرى من الشرائح السياسية في الوطن».
وظهراً التقى سليمان نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت الذي سمى الحريري. وعن الوضع في الشارع قال: «ما وصل إلي من معلومات يفيد بأن هناك مبالغة بتوصيف ما يحصل».
وفي الثانية عشرة والدقيقة العاشرة التقى سليمان الوزير بطرس حرب الذي سمى الرئيس الحريري للحكومة. وصرح بأن «لا مفاجأة في موقفي، رشحت الرئيس سعد الحريري لترؤس الحكومة، وأدعو أن تكون المواجهة في الأطر الديموقراطية وألا تتجاوز ذلك». واعتبر ان الرئيس ميقاتي «كشخص علاقتنا به ممتازة، الا ان الظروف التي قدم فيها ترشيحه لا تجعله مرشحاً توافقياً».
وسمى النائب تمام سلام الرئيس الحريري. وقال في تصريح: «ما جرى من تقلبات ومواقف سياسية لبعض القوى والقادة أدى الى إقصاء الرئيس الحريري، وأدى أيضاً الى استهداف فئة كبيرة من اللبنانيين، بل وقهر فئة كبيرة من اللبنانيين، أجد نفسي مضطراً الى التمسك بثوابتي في هذه الأرض المتحركة وما التزمت به من تضامن مع الرئيس الحريري في تأييده وتسميته لرئاسة الحكومة».
واعتبر «أن التطورات التي تحصل على الأرض هي تعبير صادق عن مشاعر فئة كبيرة من اللبنانيين تشعر بقهر».
وفي الثانية عشرة والنصف استقبل سليمان النائب روبير غانم الذي أعلن انه سمّى الرئيس الحريري «من منطلق المبادئ التي ترشحت على أساسها في الانتخابات النيابية ووفاء للثقة التي أولاني اياها أبناء البقاع الغربي وراشيا».
فتوش
والتقى سليمان النائب نقولا فتوش الذي سمى الرئيس ميقاتي لرئاسة الحكومة، معلناً انه «نظراً الى الظروف الراهنة وانطلاقاً من الدستور والديموقراطية وبعد التشاور مع أهلي سميت الرئيس ميقاتي».
واستقبل سليمان النائب دوري شمعون الذي سمّى الرئيس الحريري، وقال: «ابلغته انني من المؤيدين للشرعية الدولية ومن المؤيدين طبعاً للرئيس الحريري».وكان آخر النواب الذين تمت استشارتهم روبير فاضل الذي سمى الحريري. وتوجه في تصريح «الى أهلي في طرابلس متفهماً غضبهم وشعورهم بالاستهداف وأحترم حقهم بالتظاهر، لكن أطلب منهم ضبط النفس وتفادي الشرخ الطائفي لأنه ليس لمصلحة أحد».