مصدر الموضوع الاصلي: انتشال منيرة من بئر أم الدوم خلال ساعات قليلة وأمها تتمسك بالأمل
لليوم
العاشر لا تزال منيرة العتيبي تربض في بئر أم الدوم مع وجود مؤشرات
وتأكيداتٍ على وفاتها, إلا أن أمها ما زالت تتمسك بالأمل في بقائها على قيد
الحياة
وتسارعت عمليات الحفر التي يقودها الدفاع المدني في موقع البئر في الأيام
الماضية، مما يجعل الساعات المقبلة حاسمة بالنسبة لانتشال الفتاة في مدة
أقصاها ظهرالأربعاء 12-1-2011 .
وبدأ الدفاع المدني اليوم سلسلة تجارب وفرضيات لطريقة انتشال منيرة من
القاع الذي يصل عمقه إلى نحو خمسين متراً, تتمثل في إدخل صناديق حديدية في
البئر التي تم حفرها بجانب البئر القديمة, مهمة تلك الصناديق حمل شخصين من
قوات الدفاع المدني يقومون بشق نفق في عمق التربة باتجاه البئر التي تحتضن
منيرة, ومن ثم القيام بعملية انتشالها .
ووصل الحفر اليوم إلى نحو 48 متراً بزيادة أكثر من خمس وعشرين متراً عن يوم
السبت الماضي, وهو ما يرجح فعلياً فرص انتشال منيرة خلال ساعات قليلة بحسب
عبدالرحمن العتيبي ابن عم الفتاة والموجود في موقع حفر البئر.
عائلتها ترفض ردم البئر قبل انتشالها
وقال
عبدالرحمن لـ"العربية" بنبرة يائسة " تأخروا كثيراً, لكن يبدو أن العمل
الآن صار يجري بصورة أسرع, وأتوقع أن يتم انتشال منيرة في ساعات قليلة
"ويضيف عبدالرحمن " لا نملك فرصة واحدة لنجاتها, نحن فقط نريد استخراجها من
البئر لدفنها بطريقة شرعية " .
وكانت عائلة منيرة العتيبي قد رفضت اقتراحات تتعلق بردم البئر وجعلها قبراً
للفتاة, معتبرةً ذلك يشكل مصيبةً أخرى تضاف إلى فشل الجهود في إنقاذها
حيةً قبل انتشالها ميتة.
ورفضت أسرة الفتاة أيضاً التوقيع منتصف الأسبوع الحالي على تعهد خطي
باستخدام طرق بديلة لانتشال الفتاة يتم من خلالها شفط جسدها أسفل البئر أو
الانتظار شهراً كاملاً لحين اكتمال عمليات الحفر، ومحاولة انتشال جسدها
مبررةً الرفض بكون الشفط سيؤدي إلى انتشال عضو أوعضوين منفصلة عن بقية
الجسد .
ويقول بدر العتيبي شقيق الفتاة لـ"العربية": لم أستطع النوم خلال الفترة
الماضية منذ وقوع الحادث. ويكمل: سقطت في مكان الحفر بسبب شدة الإعياء لكن
قلقي على صحة والدتي بدأ يكبر مع أملها بأن تنتج جهود الحفر عن انتشال
ابنتها حية".
ويضيف بدر " أمي الوحيدة التي لاتزال تقول إن منيرة حية وترفض أي احتمالات
تتعلق بوفاتها. نرفض أي حل سوى استخراجها, حتى عندما يتحدثون عن الشفط، لا
أتصور أنه يوجد إنسان يقبل بأن يُخرج عضو أو عضوين من جسد أخيه وكأنه
يتعرض للتقطيع بعد موته".
نتيجة حاسمة في قصة منيرة
ويعمل الدفاع
المدني بمعية شركة تركية للمقاولات في عمليات الحفر التي تتم في صحراء أم
الدوم " نحو 200 كيلو متر" من الطائف, لكن العمليات التي بدأت منذ يوم
الثلاثاء الماضي لم تصل بعد إلى أي نتيجة تتعلق بانتشال جسد منيرة, مع وجود
تكهنات فرضتها عمليات الحفر المتسارعة والتي وصلت اليوم إلى أمتار أعمق .
ويتوقع أن تشهد الساعات القليلة المقبلة نتيجة حاسمة في قصة منيرة التي
سقطت في بئر قديمة خلال نزهة برية بالقرب من منزلها بعد سقوط أمطار خفيفة
على المنطقة.
ويقول بدر العتيبي شقيق منيرة "كانت بصحبة أخوات زوجها الصغيرات, وعند
اقترابها من موقع البئر، أصرت على الجلوس في هذا المكان، وقالت للصغيرات
هذا مكاني".
ويضيف بدر "كانت ترتدي جزمة رياضية, التربة خشنة، وأدى ذلك لانزلاقها
السريع في البئر عندما كانت تعطي مفتاح منزلها لإحدى الصغيرتين في طلب منها
لإحضار مكسرات من منزلها " .
وبدا أن المكان الذي شهد سقوط منيرة أصبح مزاراً لأهالي مركز أم الدوم
الواقع شمال محافظة الطائف, وأيضاً بالنسبة لأقارب الفتاة الذين فضلوا
البقاء بجانب أسرة الفتاة ومواساتها إلى أن يتم انتشالها دون أن يتقدم
أحدهم بواجب العزاء احتراما لآمال بعض أفراد الأسرة في انتشالها حيةً من
تحت الأرض حتى بعد مرور أكثر من أحد عشر يوماً على سقوطها.