مصدر الموضوع الاصلي: باراك: واشنطن لم تحقق أي اختراق حقيقي في مسار المفاوضات بين تل أبيب ودمشق
باراك: واشنطن لم تحقق أي اختراق حقيقي في مسار المفاوضات بين تل أبيب ودمشق
الاربعاء, 05 يناير 2011
الناصرة – أسعد تلحمي
Related Nodes:
إيهود باراك.jpg
قال
وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس ان الاتصالات بين الولايات
المتحدة وسورية في كل ما يتعلق بإحياء مسار المفاوضات بين دمشق وتل أبيب لم
تحقق أي اختراق حقيقي على رغم ما ينشر حول الموضوع. وأضاف أن الإدارة
الأميركية تعمل طيلة الوقت على الاحتمالات المختلفة في القنوات المتاحة
«لكن حتى اللحظة ما زالت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، ويتحتم
علينا أن نركّز جهودنا قدر الإمكان في هذه المسألة».
وكان باراك يعقب على نبأ أذاعته القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي
مساء أول من أمس أفاد بأن المدير العام لمؤتمر رؤساء الجالية اليهودية في
أميركا الشمالية مالكولم هونلاين حلّ الأسبوع الماضي ضيفاً على الرئيس
السوري بشار الأسد في دمشق وسلّمه رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتانياهو. وأضافت القناة أن هونلاين يعتبر أحد الشخصيات القريبة من
نتانياهو، وأنه حمل معه خلال زيارته الى دمشق التي أحيطت بالسرية رسائل من
نتانياهو إلى الرئيس السوري.
لكن مسؤولاً إسرائيلياً قريباً من رئيس الحكومة نفى أن يكون الأخير طلب منه نقل رسائل إلى الرئيس الأسد على رغم علمه بأمر الزيارة.
وتابعت القناة أن وصول هونلاين إلى العاصمة السورية تم بوساطة من رجل
أعمال سوري – أميركي يدعى جوي علام. وأضافت ان أحد أغراض الزيارة هو بحث
أوضاع يهود سورية والكنس والمدافن اليهودية في دمشق وحلب. وتابعت أن
السلطات السورية سمحت في الفترة الأخيرة بترميم الكنس والمدافن اليهودية
وأدرجت هذه الخطوة في إطار «رغبة سورية إرضاء الإدارة الأميركية». وأوضح
موظف كبير في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن هونلاين لم يكن موفداً من
نتانياهو، مضيفاً أن المشكلة مع سورية ليست في نقص المبعوثين والوسطاء إنما
في الطلب السوري بوضع شروط مسبقة للمفاوضات ومنها تعهد إسرائيلي مسبق
بالانسحاب من الجولان المحتل «حتى قبل أن نجتمع للتفاوض».
وكان نتانياهو أدلى بتصريح مماثل أول من أمس في اجتماع لجنة الخارجية
والأمن البرلمانية حين قال إن اسرائيل مستعدة لمفاوضات مع سورية، وان
المشكلة ليست في الوسطاء والمبعوثين «إنما العثرة هي في أن سورية تريد كل
شيء مسبقاً، تطالب بكل الأرض (الجولان) قبل أن تجتمع معنا، وأنا لا أسلّم
أراضي مسبقاً».
من جانبه قال هونلاين لصحيفة «إسرائيل اليوم» القريبة من نتانياهو انه
لا يتدخل في المفاوضات أو في دفع اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية، موضحاً أن
زيارته دمشق هدفت أساساً الى «تقديم خدمات إنسانية للشعب اليهودي مثل
ترميم الكنس والمؤسسات اليهودية في سورية». وأضاف أنه لم يتحدث إلى
نتانياهو أو رجاله قبل سفره، وأنه بكل تأكيد لم يكن موفداً باسمه، رافضاً
الإدلاء بتفاصيل لقاءاته مع الرئيس الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.
إلى ذلك حذر باراك من أن «الخطاب الفلسطيني غدا مقبولاً في العالم ما
يستوجب إدارة معركة ضد مقاربة نزع الشرعية عن إسرائيل». وأضاف أنه ينبغي
على تل ابيب ان تحرص وبكل قوة على علاقاتها مع الولايات المتحدة، «وهي
علاقات حيوية لأمن إسرائيل وهامش تحركها السياسي في العالم». وبعدما أشار
إلى أن العام الماضي كان الأكثر هدوءاً امنياً منذ سنوات على مختلف
الحدود، في الشمال (مع لبنان وسورية) والجنوب (غزة)، حذر من أن «وضعاً
معقداً مل زال يحيط بإسرائيل «والجيش يتأهب لكل السيناريوات المحتملة
ويراقب كل شيء». وزاد أن ثمة مسؤولية كبرى ملقاة على كاهل الحكومة للبحث في
كل سبيل ممكن لتحريك العملية السياسية، سواء في المسار الفلسطيني أو
الإقليمي «وعلينا العمل على تحقيق اختراق والتوصل إلى اتفاق، وإذا لم يتم
ذلك ووجدنا أنفسنا أمام مواجهة، نقول عندها إنه لم يكن أمامنا بد آخر».
إلى ذلك أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو اتصالاً
هاتفياً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتعزيته برحيل شقيقه الأكبر.
وأعرب نتانياهو عن أمله بأن يتمكن الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني من دفع
العملية السلمية للتوصل الى سلام حقيقي بينهما. وأضاف: «نحن جيران، وأنا
أؤمن من كل قلبي أنه من خلال جهد مشترك يمكننا أن ندفع نحو سلام حقيقي بين
شعبينا».
وكان نتانياهو التقى أمس في مكتبه في القدس المحتلة موفد الرباعية
الدولية توني بلير وبحث معه في إمكانات استئناف المفاوضات السلمية مع
الفلسطينيين وإنشاء مشاريع مشتركة إسرائيلية – فلسطينية، كما ذكرت الإذاعة
الإسرائيلية العامة.