مختصون: السعوديون يهربون من مشاكلهم الاجتماعية إلى عالم الأحلام

مختصون: السعوديون يهربون من مشاكلهم الاجتماعية إلى عالم الأحلام

مصدر الموضوع الاصلي: مختصون: السعوديون يهربون من مشاكلهم الاجتماعية إلى عالم الأحلام

الرياض
– خالد الشايع
يحذر
مختصون وعلماء اجتماع من استغلال النساء من قبل مفسري الأحلام، معتبرين أن
ازدياد المهتمين بهذا الجانب ساهم في انتشار ظاهرة مفسري أحلام اقتحموا
هذا المجال دون خبرة أو أهلية، منهم مشعوذين استغلوا هذه الصفة لممارسة
الكهانة، واتهموا بعض القنوات التي تقدم خدمة تفسير الأحلام بالاستغلال
المادي للمشاهدين دون أن يقدموا خدمة حقيقة لهم.

وتكشف أرقام نشرها بعض المختصون عن تلقي إحدى
القنوات التي تقدم خدمة تفسير الأحلام 12000 رسالة جوال في اليوم الواحد
وقيمة الرسالة 25 ريال (6.6 دولارات). فيما يقول المفسر المعروف يوسف
العصيمي أنه يتلقى أكثر من 800 اتصال يومي من أشخاص يطلبون تفسير أحلامهم.
بينما تلقى المفسر محمد الحمد خلال شهر واحد فقط 268 اتصالاً من سيدات
أعمال يستفسرن بخصوص تجارتهن وكذلك عن أزواجهن خوفاً من أن يكون لهن ضرة.

وتكشفت إحصائية حديثة حول تفسير أحلام النساء أن دون سن 26 عاماً تكون حول
الحب والعشق، ودون سن 35 عاماً عن المشاكل العائلية والزوجية وفي سن الـ40
تكون أحلام السيدات حول وجود ضرة لها وأن يتزوج زوجها عليها.

ويعتبر الدكتور سعد المشوح أستاذ الصحة النفسية في جامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية في الرياض أن الضغوط الاجتماعية المتزايدة والمشاكل
الاقتصادية هي السبب وراء انجراف النساء خلف الأحلام متهما الكثير من الذين
يتصدون لتفسير الأحلام بالكذب والدجل واستغلال حاجة الناس لهم.

ويقول: "ازدياد اهتمام الناس بالأحلام وتفسيرها وبالذات النساء هي محاولة
منهم للهروب من الواقع إلى الأحلام. يعاني الناس من مشاكل اجتماعية
واقتصادية كبيرة لهذا يأملون أن تكون أحلامهم أفضل. ضغوط الحياة وصعوبتها
تسبب في انجراف النساء إلى عالم الأحلام والاهتمام بها على أمل أن يكون
فيها ما يعوضهم عن واقعهم، إضافة إلى أن في تفسير الأحلام وازع ديني على
اعتبار أن الرؤية جزء من أجزاء النبوة، ولهذا يتمسك الناس بها".

ويتهم المشوح غالبية مفسري الأحلام بالكذب وخداع الناس من خلال استغلالهم
ماديا: "هناك استغلال بشع وكثير لانجراف النساء خلف تفسير الأحلام، وللأسف
كثير منهم دجالين ومشعوذين، فبعد إغلاق قنوات الدجل والشعوذة والتضييق
عليهم من قبل الحكومات لجأ هؤلاء المشعوذون إلى باب تفسير الأحلام، وجزء
كبير مما يقولون فيه كهانة ودجل والدليل أنهم يسألون عن اسم الأم وهو من
فعل السحرة".

ويتابع" غالبية هؤلاء يختفون خلف أسماء وهمية غير معروفة وما يؤكد انجراف
الناس خلف هؤلاء هو كثرة الاتصالات التي ترد للمفسرين والقنوات التي تقدم
هذه الخدمة".

دخول الغث والسمين
من جهته يعترف مفسر الأحلام المعروف فهد
العصيمي بوجود مخالفات كبيرة لدى بعض المفسرين واستغلال مادي دون خبرة.
ويقول :"لا استبعد وجود استغلال كبير في هذا الجانب. فهناك الغث والسمين.
دخل كثيرون من غير المتمكنين من علم التفسير للمهنة. تأتيني في برنامجي
الكثير من الحالات التي تقول إنه فسر لها حلمها بتفسير مخالف للواقع.
وعندما أرجع إليه أجده بعيدا عن المنهج النبوي في التفسير. لهذا نحن بحاجة
إلى وضع كنترول على المعبرين من خلال جهة يحتكمون لها وهذا ما بدأت فيه
حاليا وزارة الشؤون الإسلامية لوضع أسس وضوابط لمن يتصدى لتعبير الأحلام
وأن لا يترك المجال مفتوحا للجميع كما هو الآن".

ويبدي العصيمي صاحب برنامج لتفسير الأحلام تحفظه على الإحصائيات التي ترد
حول طلبات تفسير الأحلام.. ويقول :" أتحفظ على كثير من الأرقام التي تعلن
عن عدد طالبي تفسير أحلامهم. وحتى لو كانت فعلا كبيرة كما تقول بعض
الإحصائيات فلماذا تصادر حرية الناس في تفسير أحلامهم، من حقهم ممارسه هذا
الحق. قليلون الذين يفرقون بين الرؤية والحلم العادي لهذا هم بحاجة إلى
مختص في هذا الشأن كي يبين له.

ويحذر العصيمي من تعامل المشعوذين بدلا من المفسرين المعتبرين، مدللا بمن
يسأل عن اسم الأم ويقول: "لا علاقة لاسم الأم في تفسير الحلم ولكن يهم
معرفة اسم الشخص ذاته".

استغلال واضح.. ومغالطات
ويكشف عدد من المختصين عن مغالطات كبيرة تدور
في القنوات التي تفسر الأحلام عبر رسائل الجوال، متهمين تلك القنوات
بالخداع. تقول هيا مبارك إحدى النساء اللاتي تعاملت مع بعض تلك القنوات:
"أرسلت لهم رسالة لأطلب وصفة جمال، فكان الرد الذي وصلني: "خيراً رأيتِ
سيأتيك المال قريبا فأكثري من الدعاء".

وتقول نورة المعيبد: "دفعت أكثر من 3000 ريال (800 دولار) في محاولة لتفسير
حلم عبر رسائل الجوال، فبعد أن أرسلت للخدمة برسالة تتضمن الحلم تلقيت عدة
استفسارات منهم هل أنت متزوجة كم عمرك وهل لديك أولاد وهكذا. وأنا أرد على
كل رسالة برسالة أخرى دون أن أعرف أن قيمة الرسالة الواحدة 30 ريالا (8
دولارات) وبعد شهر من التواصل مع هذه الخدمة صدمت بفاتورة الجوال التي لم
تصل في يوم من الأيام إلى هذا الرقم".

ويحذر الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية ومفسر الأحلام المعروف الدكتور يوسف
الحارثي النساء من الاتصال على الفضائيات والأرقام المجهولة التي لا تحمل
أسماء صريحة ومعروفة أو من يسأل "المتصلة" عن أحوالها وهل هي متزوجة أم
لا. ويقول يجب على النساء والفتيات أن لا تفسر كل شيء، فالرؤية التي لها
علاقة بالحياة كالأكل والشرب واللبس لا داعي لتفسيرها، والتفسير يجب أن
يركز على الأحلام الخارجة عن مرجع ، تعلق النساء بالأحلام يعود لطبيعتهن
القلقة والحالمة.

ومن جهته يقول محمد الحمد :" في الفترة الماضية كانت النساء الخليجيات
يمثلن نسبة 90 % ممن يقبلن على تفسير الأحلام ولكن في العامين الماضيين
ارتفع عدد الرجال بشكل كبير وتحديداً ممن يعملون في العمليات التجارية
وعالم المال والأعمال وعمليات البيع والشراء اليومية سواء في البورصة أو
العملات أو غيرها".


	توقيع argentine

مختصون: السعوديون يهربون من مشاكلهم الاجتماعية إلى عالم الأحلام

مصدر الموضوع الاصلي: مختصون: السعوديون يهربون من مشاكلهم الاجتماعية إلى عالم الأحلام

سلمت يداكم
وفقكم الله


	توقيع alloush_ak

مختصون: السعوديون يهربون من مشاكلهم الاجتماعية إلى عالم الأحلام

مختصون: السعوديون يهربون من مشاكلهم الاجتماعية إلى عالم الأحلام

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة