مسخ
القلوب ..



إن القلب يمسخ كما تمسخ الأجساد للحيوان الذي يشبهه
...فمثال على مسخ الجسد ...ما قاله النبي الكريم :

((أما يَخْشَى الذِّي يَرْفعُ رأسَهُ قبل الإمام أنْ
يُحوِّلَ اللهُ رأسَهُ رأسَ حِمَار - أو - يجعل صُورتهُ صُورة حِمَار))
وهذا
عند الصلاة في جماعه حينما يسبق المأموم الإمام ..

لو تلاحظون في كل مكان ... كثير من الناس قلوبهم تشبه قلوب الحيوانات ...
فقد قال سفيان إبن عنينه في تفسير قوله تعالى: مثال : (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم
امثالكم .)
فمن الناس على قلوب الجوارح العاديه ومنهم من يتطوس
كالطاووس ومنهم الحقود كالجمل ...إنتهى.

طبيعة فلان الحقد ... فهو يشبه الجمل من طبيعته حقود .. لم مره عليه 20
سنه فإنه يذكر الإساءه جيدا..

مثال آخر : رجل يمسخ قلبه إلى قلب كلب إذا كانت صفته كلبيه فمن صقت الكلب
الطمع فإذا وقع على 100 لحمه لا يدع أحدا يشاركه فيها فكذلك هذا الشخص عنده
طمع في الدنيا وجشع ... و أن قدمة للكلب لحم طيب على طبق نظيف... وقدمة
إليه جيفت حمار يعني لحم حمار ممتنه فإنه يفضل الجيفه على اللحم الطيب ...

ولهذا تجد الكلب يتقيئ ويرجع ...فقد رأى رسول الله
عيله الصلاة والسلام رجلا : أمامه لحم طيب ولحم ممتن فيترك الطيب ويأكل
الممتن فقال من هذا يا جبريل فقال: هذا الرجل من أمتك تكون عنده زوجة من
حلال فيتركها ويأتي الحرام...فهذا قلبه قلب كلب
...

وهذه قصة عن الكلب والأسد..

قال ابن الجو زى:قال الكلب للأسد يوما: يا سيد
السباع غير اسمي فإنه قبيح، فقال له : أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم
قال: فجربني فأعطاه شقة لحم وقال: احفظ لي هذه إلى غد وأنا أغيّر اسمك .

فجاع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر ... فلما غلبته نفسه قال: وأي
شيء بإسمي وما كلب إلا أحسن اسم فأكل
...


وهكذا الخسيس الهمة القنوع بأقل المنازل المختار عاجل الهوى على آجل
الفضائل ...


وقد يمسخ القلب إلى قلب حمار .. قال الله :( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم
يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) ... فالذي يعلم ولا يعمل فقلبه قلب
حمار..

وأحدهم قلبه يمسخ إلى قلب خنزير : فإن الخنزير له صفتين مذمومتين : 1- أنه لا يغار على أهله -2- أنه يحب النجاسات...

فتجده يمشي مع زوجته في الشارع شبه
عاريه وهو يعلم ويرى ... فلا تعجب إذا علمت أن قلبه ممسوخ
...


وتجد أحدهم يمشي وهو يحب القاذورات...

وتجد أحدهم قلبه قد مسخ غلى قلب طاووس : فإنه يتفاخر
ويتطوس بعلمه .. وقد يتطوس بماله أو إسم عائلته أو أصله ...أو جماله
وسيارته ...


وتجد أحدهم قد مسخ قلبه إلى ثعلب: يعني مكار يلف ويدور ويراوغ ويكذب ..وكل
يوم قناع ..

وقد يمسخ القلب إلى قلب قرد...فطبيعة القرد التقليد...فتجده يقلد أهل الغرب
في كل شيء دون تفكير ...

قصة القرد والطرابيش..

دخل الصياد الغابه وكانت عنده مجموعة طرابيش ...وفهجمة القرده على الصياد
وأخذة منه الطرابيش وتعلقة فوق الشجره وأخذوا يقلدون الصياد ... فوضعوا
الطرابيش بالقرب من أعناقهم يقلدون الصياد تعليق أعمى ...

فأحتار الصياد فقال: كيف أحصل على طرابيشي .. فدخل الغابة رجل حكيم فقال ما
قصتك فأخبره الصياد بالقصه ... فقال له الحكيم : الأمر سهل .. إنزع
الطربوشه التي أنت تلبسها ... فنزعها فقامة القرده وقلتد الصياد ونزعة
الطرابيش ورمتها .. فجمع الصياد الطرابيش واخذ ما يريده من القرده ...

يقول إبن القيم وقد يزداد التشابه والتطابق حتى يغلب الأمر على الصور
فيراها المتفرجون .. فيقولون هذا قرد ..أو كلب ..أو خنزير فعلا وكأنك ترى
خنزير ...فقد قال رسول الله عيله الصلاة والسلام: سوف يكون في أمتي مسخ
وخسف وقذف ..

وقد يكون قلبك مثل القلوب العاديه ...

فأي القلوب قلبك...