مصدر الموضوع الاصلي: مطالبات سعودية بعدم المشاركة في بطولات الأندية الخليجية
شهد الأسبوع الماضي أحداثاً مثيرة حينما اقتحم مشجعون إماراتيون ملعب مباراة فريقهم مع ضيفهم النصر السعودي وأوسعوا طبيب الأخير ضرباً أمام أنظار الكاميرات حتى والأمن ولاعبي الفريقين يتدخلون لفض الاشتباك, وبرر ذلك مسؤولوا الوصل بأن طبيب النصر استفز الجماهير بحركة "لا أخلاقية".
الاعتداء الذي حدث في الملعب رغم ضخامته وتصاعد ردود الأفعال على طول الخليج وعرضه سواء من خلال منتديات الجماهير الإلكترونية أو من خلال وسائل الإعلام بمختلف أنواعها, شارك الجميع فيه وكلٌ أدلى بدلوه, إلا أن الملفت للنظر ودعى للاستغراب هو صمت إدارة النصر عن التعليق على الحادثة التي قالت جماهير النصر إنها تسببت في خروج فريقهم من بطولة الخليج بعد "إرهاب" لاعبيهم أمام أمن دبي.
رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي الذي عرف بحدة تصريحاته وقوتها بين الحين والآخر ضد منافسين فرقاً وأفراداً, اكتفى بالصمت المطبق أمام ماحدث لفريقه, تاركاً المهمة للمتحدث الرسمي غير المتوج الأمير وليد بن بدر الذي ظهر في كل مكان مدافعاً عن قضية فريقه.
ويرى مراقبون أن سكوت رئيس النصر لا يعدو أن يكون ترقباً لقرار اللجنة التنظيمية لبطولات الأندية الخليجية التي ستعقد اجتماعها غداً للنظر في أحداث مباراة الوصل والنصر والتي على ضوئها سيتقرر الإجراء المنتظر.
وبعيداً عن ترقب النصر الذي قالت مصادر قريبة من اللجنة المنضمة وخبيرة بلوائح البطولة لـ "إيلاف" إن قرار سحب النتيجة وإعطائها للنصر أشبه بالمستحيل, وأن العقوبة لن تتعدى في أكثر أحوالها غرامة مالية "باهضة" على إدارة الوصل ومنع جماهيره من حضور إياب نهائي الخليج المقرر أمام قطر القطري.
بعيداً عن ذلك كله, برزت أصوات مهمة في الداخل السعودي تطالب بوقف المشاركات في بطولات الخليج بمبررات متعددة ووجهات نظر مختلفة, حيث قال رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في تصريح تلفزيوني إن بطولات الخليج غير رسمية ولا معترف بها وبالتالي عقوباتها تصبح حبر على ورق ولا تخيف المخالفين فيها على اعتبار أنها بطولة غير مهمة ولا يمكن مقارنتها بالبطولات الآسيوية مثلاً.
وهو أمر وافقه عليه أخاه الأمير عبد الله بن مساعد الذي حمل على بطولات الخليج والبطولات العربية قائلاً إنها لم تعد تقدم الجديد وأن البطولات الرسمية أكثر فائدة منها.
وعلى نفس السياق تحدث الإعلامي الرياضي السعودي علي الزهراني لإيلاف قائلاً إن البطولة استنفذت غرضها الذي اقيمت من أجله وباتت تشكل عبئاً على روزنامة البطولات السعودية المشغولة أصلاً بمسابقات كثيرة ومتعددة في الموسم الواحد.
وأضاف الزهراني " لدينا في السعودية 4 بطولات رسمية فضلاً مشاركة 4 فرق آسيوياً وتعدد مشاركات المنتخب الأول, وكل ذلك لا يحتمل مزيداً من الضغط الذي تسببه بطولة مثل هذه في جدول مباريات الفرق السعودية"
وختم الزهراني بقوله "عندما توقفت البطولات العربية وجدنا وقتاً أكثر لتنظيم أنفسنا ونحتاج مثل ذلك مع بطولات الخليج, إلا إن كانت ستقام بطريقة التجمع كل صيف في جنوب السعودية أو عمان (نظراً لاعتدال الطقس) وتكون بمثابة استعداد لبداية موسم كروي".
وفي سؤال وجهته إيلاف لرئيس القسم الرياضي بصحيفة الحياة منصور الجبرتي حول مدى فائدة استمرار بطولات الخليج, قال الجبرتي إن بطولات الخليج ضرورة ويجب أن تستمر, مدللاً بأنها لا زالت تستقطب الحماس والجماهير بين الشعوب الخليجية.
وأضاف الجبرتي "مشكلة بطولات الخليج هي في عدم وجود اتحاد خليجي ينظم بطولاته وروزنامته, وبالتالي فإن أقرب دليل هو أن 4 فرق سعودية ومثلها إماراتية تواجهت خلال اسبوعين في 6 ملاعب مختلفة ما بين البلدين ولم يحدث مثلما حدث بين النصر والوصل, وكل ذلك يعود لفارق "المظلة", مايعني أن وجود اتحاد خليجي مطلب مهم لفرض النظام كما هو الاتحاد الآسيوي".
وختم الجربتي تصريحه بقوله "إن البطولات الخليجية بحاجة للخرج من الخيمة الكبيرة وطريقة (حب الخشوم) التي عفى عليها الزمن, يجب أن يكون هناك نظام قوي ومقر دائم واتحاد معتبر يقوم بكل الأدوار المطلوبة".