رست السفينة رقم 801 "رايس حميدو بن علي" في القاعدة البحرية للمرسى الكبير بوهران
ما زالت تحتفظ ولو باسمها بذكرى مجد تليد صنعه آخر كبار ضباط البحرية الإسلامية الجزائرية
في عصرها الذهبي أيام كانت الدول تدفع لها الضريبة لقاء حماية سفنها و السماح لها بالإبحار
بدأت قصة الأسطول الجزائري مع دخول العثمانيين الجزائر سنة 1518 لما استغاث أهل بجاية بالإخوة التركمانيين "عرّوج وخير الدين بربروس " بعد أن طغى الإسبان في البلاد وبعد عدة معارك تمكنوا من تحرير المدن وضم الجزائر إلى الدولة العثمانية
وعكس ما كان يحدث في الأقطار العربية المشرقية التي أصبحت تسميه احتلالا فإن الوجود العثماني في الجزائر كان محل ترحيب حتى النهاية رغم أن كل شيء كان بيد الأتراك
وذلك أن الجزائر كانت تختلف عن باقي الأقطار
فابتداء من سنة 1659 لم تعد الجزائر تابعة لاسطنبول إلا اسميا اثر انقلاب خليل آغا على حكم الباشاوات بعد أن أسست الجزائر لدولتها معتمدة على أسطولها البحري القوي الذي كان يضمن أكبر قسط من مداخيل الخزينة
لم يكن للأسطول الجزائري طابع حربي فقط بل اقتصادي أيضا حيث كان يشرف على عملية تصدير البضائع بالإضافة إلى جلب الغنائم وبلغت مداخيل الخزينة سنة 1815 ثمانية ملايين فرنك ذهبي
ورغم العلاقة الطيبة ظاهرا بين الأتراك و الجزائريين إلا أنه نادرا ما كان يسمح للجزائريين بتولي مناصب رفيعة في الجيش الإنكشاري ولهذا برز في تاريخنا "الرايس حميدو" لأنه كان جزائريا وأميرا للبحرية
يتهمه بعض مؤرخي الغرب بأنه كان قرصانا يروع سفنهم التي تمر عبر البحر المتوسط ولكن الحقيقة أنه كان يدافع عن المدن الساحلية الجزائرية التي ما فتئت تتعرض للإعتداءات
وهو أحد البحارة الجزائريين القلائل الذين وصلوا إلى المحيط الأطلسي
وقد استشهد سنة 1815 في معركة ضد الأسطول الأمريكي الذي جاء للإنتقام رافضا دفع الضريبة لداي الجزائر
وبعد عام من ذلك أي سنة 1816 هاجم لورد انجليزي السواحل الجزائرية ودمر جزء هاما من الأسطول ومن مرسى الجزائر واستشهد مالا يقل عن 1500 من سكان المدينة
ولعل أكبر الخاسرين في معركة نافرين سنة 1827 قبالة الشواطئ اليونانية هو اسطول الجزائري الذي تحطم كلية وهو يساند الأسطول العثماني أثناء انفصال اليونان عن الحكم العثماني
وبدون أسطولها أصبحت الجزائر عرضة بسهولة للاستعمار الأوروبي في إطار اقتسام أراضي الدولة العثمانية أو ما يعرف بالمسألة الشرقية
وهكذا استعمرت فرنسا الجزائر سنة 1830 بعد حصار بحري دام ثلاث سنوات وبذلك انتهى الحكم العثماني في الجزائر وانتهت أسطورة البحرية الإسلامية الجزائرية
اليوم والجزائر جزائرية تراجعت قوة أسطولها كثيرا ورغم ذلك مازلت أثق فيه وبرعاية الله سبحانه وتعالى له ولنا لأن العبرة لم تكن في القوة يوما وإلا لما تحررنا أبدا من فرنسا وإنما بالرجال والأرض التي أنجبت "الرايس حميدو" أنجبت وستنجب أمثاله الكثير
قصر الرياس
ثانوية الإخوة عروج وخير الدين بربروس ثاني أقدم ثانوية في الجزائر