مصدر الموضوع الاصلي: الأدب مع القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأدب مع القرآن الكريم
الآن نتعرف على أهم الآداب, التي يستحب للمسلمة أن تتحلى بها في أثناء الجلوس لحفظ أو تلاوة القرآن الكريم, بل قد تجب أحياناً آداب يزاد بها الأجر, وتظهر بها ربانية المسلمة مع كتاب ربها, فليس القرآن كتاباً كأي كتاب , إنه التنزيل الطاهر, كما وصفه جلّ جلاله)إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين([الواقعة/77ـ80].
وقبل أن أسجل جملة الآداب المطلوبة هنا, أحب أن ألفت نظر الأخت المسلمة أن هذه الآداب ليست قيوداً مانعة من التلاوة والحفظ أو البحث في كتب التفسير, فقد أجاز العلماء للمسلمة أن تحفظ أو تتلوا أو تبحث في المعاني دون أن تتحقق الآداب أو الواجبات المطلوبة, بسبب بعض الأعذار أو غيرها.
والآن إلى أهم الآداب والواجبات المطلوبة حين الجلوس إلى القرآن الكريم
* اختيار الوقت المناسب لتلاوة القرآن. وأفضل الأوقات ما كان في الثلث الأخير من الليل , ثم قراءة الفجر, ثم قراءة الصبح, ثم قراءة باقي أوقات النهار.
* اختيار المكان المناسب, كأن يكون بيتاً من بيوت الله, أو ركناً في البيت, يفرغ من الموانع والشواغل والتشويش. أو في حديقة جميلة. أو في جلسة مع أخريات ( المقارئ المنزلية ).
* اختيار الجلسة المناسبة, وأفضل الجلسات أن تستقبل القبلة, أو أية جلسة شاءت, على أن يظهر منها توقيرها لكلام الله وتذللها لله وإجلالها له.
* الطهارة الخارجية فلا بد أن تكون متطهرة من الجنابة والحيض والنفاس, ومن الحدث الأصغر بأن تكون متوضئة.
* تطهير أدوات التلاوة, التي تتعامل مع القرآن من خلالها, وتنظيفها مما علق بها من معاص وذنوب ومنكرات, فكيف يحسن تلاوة القرآن وتدبره وفهمه بعين لوثتها النظرات المحرمة, أو بأذن دنستها الأصوات المنكرة ومزامير الشيطان؟ أو بلسان نجسته الغيبة والنميمة والكذب والافتراء والسخرية والاستهزاء؟ وكيف يعي القرآن ويتفاعل معه قلب عليه أغطية وحجب وموانع الشبهات والشهوات والرغبة في المعاصي والمنكرات , والإقبال على الرذائل والمحرمات , وقد أفسدته الأمراض والآفات , من الرياء والعجب والتكبر ؟
* إن القرآن كالمطر, كما أن المطر لا يؤثر في الجماد والصخر, ولا يتفاعل معه إلا التربة المهيأة, فكذلك القرآن لابد أن ينزل على بيئة صالحة؛ ليتفاعل معها, ويحيا من خلالها, وهذه البيئة هي الحواس والقلوب التي تقبل عليه.
* استحضار النية عند التلاوة, والإخلاص الكامل لله, والتخلص من كل غرض دنيوي؛ لأن الأعمال بالنيات.
* الالتجاء إلى الله والاحتماء بحماه والإقبال عليه إقبال المضطر.
* الاستعاذة والبسملة (فإذا قرأت القرآن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم)[النحل/98]. والإتيان بالبسملة من باب التبرك والتيمن بذكر اسم الله, باستثناء سورة براءة.
* تفريغ النفس من شواغلها قبل الإقبال على القراءة. فلا تكون قارئة القرآن –في أثناء قراءتها- جائعة أو عطشى , أو تعيش في برد شديد أو حر مؤذ, أو جالسة أمام التلفاز ...
* حصر الفكر في أثناء التلاوة, ومنعه من الشرود والتجوال مع مظاهر الحياة.
* استحضار الخشوع اللائق بكتاب الله وتلاوته, وملاحظة بعض نماذج الخاشعين المتأثرين في أثناء التلاوة؛ لتكون لها بهم قدوة.
* البكاء في أثناء التلاوة , وبخاصة إذا قرأت آيات العذاب, وعندما تستحضر مشاهد القيامة وأحداث اليوم الآخر. فإذا لم تستطع البكاء فلتحاول التباكي. وتفرح إذا قرأت آيات التبشير والرجاء والأمل, وإذا قرأت آية نعيم , سألت الله أن تكون من أهله.
* الوقوف أمام الآيات؛ لتتدبرها, وتفهم معانيها؛ لأن هذا هو الهدف من التلاوة.
* الشعور بأن القارئة نفسها هي المخاطبة بالأبيات, وهي التي وجهت إليها التكاليف. وبذلك تقف طويلاً أمام الآية, وتعرف ماذا تطلب منها, وماذا تنهاها عنه. ولا يليق بالمستمعة للقرآن أن تفتح الراديو أو المسجل على قارئ القرآن, وتنصرف عنه, وتتشاغل بأشغال أو أحاديث جانبية, وإن اضطرت, فلتغلق الراديو أو المسجل, على أن تعود إليه بعدما تنتهي من عملها.
أفلا يتدبرون القرآن ؟
تلاوة القرآن وحفظه يؤديان بالمسلم إلى التدبر, بمعنى التفهم بعد الدراسة, هذا التفهم يقصد منه إقامة الحياة وفق هذا القرآن, فليس القرآن كتاباً للعبادة المنفصلة عن الحياة, وقد حاولت الحركات العلمانية والحكومات التابعة لها أن تفصل القرآن عن الحياة؛ تقليداً للغرب, الذي فصل دين النصارى عن الحياة ,فخابت العلمانية ,وطاشت سهامها, وانهزمت جميع المحاولات التي أرادت فصل هذا القرآن عن الحياة, وتألفت زعامات في العالم الإسلامي ربطت حياة المسلمين المعاصرين بالقرآن الكريم.
المصدر
المختار الاسلامي