ناديتني،...
سمعت نداءك عبر ألوف
الأصوات تناديني. تقول، يا فتاتي، تعالي، ها أنا بانتظارك فلا تفقديني الأمل...
ترددت، تقدمت خطوة، ثم عدت أدراجي، وإذا بالصوت يناديني ثانية.
يا فتاتي، تعالي، ما بالك؟ ألا تسمعين؟!
لم أصدق ظننت أنني أحلم، والصوت ينادي وينادي ...
فكرت مليا قبل الذهاب وعندما صحوت من ثباتي العميق، وجدتني هرولت مسرعة
وكأنني أبحث عن كنز مفقود، ظننت أنني سوف أجده، كنز يختلف عن كنوز الدنيا اجمعها،
كنز اعتقدت أن بإمكاني الحصول عليه، لم
أستطع التقاطه بين يدي، فقد خذلتني أصابعي.
فتاتي، أين أنت،
ها هو الصوت عاد لينادي ثانية، فماذا
أفعل، أذهب إليه أم أتجاهله؟! وإذا بصوت آخر يأتيني من البعيد ليقول:
" ما بالك تترددين، تسمعين وكأنك لا
تسمعين" لم يعد لديك الوقت، إما المواجهة أو المواجهة "فالأمر
سيان، اذهبي وراء الصوت، وكوني متأكدة،
لن تجدي أحدا بانتظارك، وستعودين وكأن الصوت كان سرابا، أو مجرد زقزقة عصفور حزين،
ظنّ بمناجاتك يستطيع التغريد والطيران ثانية فما بالك، تعشقين المغامرة غير آبهة
بما قد تتسببين به لنفسك من عذاب وأسى.
فالعصفور لن يبقى، فهو أسير في قفص، ظنّ
يوما أن ذاك القفص قد يكون ذهبي، وإذ به، في البداية، يُضيء لمعانا وبريقا إلا أنه
وفي الحقيقة ما كان سوى ذلك البريق إلا انعكاسا لأشعة الشمس الذهبية.
قد يُذهل العصفور، وما يلبث أن يعتاد
القفص أو يتمرّد فيكون اختار الطيران والتحليق لمكان بعيد أو ربما المجهول.
انه الهروب إلى حيث هو المجهول، فهل هذا
ما أنت بصدد مواجهته؟!
هيا، استيقظي، تجاهلي الصوت، أو استعدي
لمواجهة المجهول!!!
نهوند حدارة