مصدر الموضوع الاصلي: إذا نزلت الهموم
العبدالمسلم اذا نزلت بساحته الهموم لجأ الى الله
الهموم اذا هجمت عليك تفقد نفسك فلابد أن يكون هناك خلل..
اذا سدت الدروب بوجهك ماذا تفعل؟ تريد عملا فلا تجد، تبحث
عن وظيفة فلا توفق, ماذا يقول أهل العلم في هذا؟ اللجوء الى الله
فضيلة الشيخ عبد الرحمن الرقيب رئيس محاكم المنطقة الشرقية المساعد
اكد بان الهموم والغموم من اعظم المكارة التي تحل بساحة الانسان
وتجلب له الاحزان فما حلت الهموم ببيت الا أذهبت منه السرور واحلت
مكانه الكآبة والترح, وما نزلت الغموم بدار الا احالتها من حال
الى حال لا سيما مع ضعف الايمان وقلة التوكل على الله الديان
وعدم اللجوء الى الله.
واضاف الشيخ الرقيب
ان المسلم الواثق بربه اذا اهمه امر او ضاق صدره أو ضاقت عليه الارض
بما رحبت لجأ الى الله تعالى
اذا ارهقتك هموم الحياة
ومسك منها عظيم الضرر
وذقت الامرين حتى بكيت
وضج فؤادك حتى انفجر
وسدت بوجهك كل الدروب
واوشكت تسقط بين الحفر
فيمم الى الله في لهفة
وبث الشكاة لرب البشر
نعم الملجأ الى الله سبحانه وتعالى
فهو الرحمن الرحيم ذو الفضل العظيم, العزيز الحكيم سمع
نداء نبي الله يونس في الظلمات واستجاب لزكريا فوهبه يحيى
على كبر, وفلق البحر لموسى وازال الكرب عن أيوب
بعد أن دعا ربه ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين)
فيا من تكالبت عليك الهموم واحاطت بك الخطوب وضاقت عليك
الدنيا وتعبت من المرض وارهقتك الديون الجأ الى الله
وقل (لا اله الا الله العظيم الحليم, لا اله الا الله رب العرش العظيم,
لا اله الا الله رب السموات رب الارض ورب العرش الكريم).
عندها اذا اتجهت الى الله بصدق وصفاء نفس وذل وانكسار فرج الله همك
وأزال كربك( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين).
اذا اجدبت الارض ومات الزرع وجف الضرع وقل الماء واقحلت الصحراء
وعم البلاء فلا فارج الا الله فيخرج المستغيثون يلجأون الى الله
ويدعون ربهم ان يفرج عنهم ما هم فيه ينهمر الغيث ويغاث الناس:
( وترى الأرض هامدة فإذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت
وانبتت من كل زوج بهيج).
واضاف مؤكدا:
وكذلك الحال اذا اشتدت بالانسان الامراض وضعف جسمه
وشحب لونه,وقلت حيلته, وضعفت وسيلته وعجز الطبيب
وحار المداوي فلا يداوي الا الله فنادى المنادى ان "يا الله"
فيستجيب المولى لمن دعاه. من جهة أخرى حدثنا الشيخ خالد الرشيد.
القاضي بديوان المظالم بالشرقية عن نبي الله ايوب وكيف ان الله ابتلاه
فلما لجأ الى الله ودعا ربه نجاه, يقول تعالى:
(وايوب اذ نادى ربه أني مسني الضر وانت ارحم الراحمين, فاستجبنا له
فكشفنا ما به من ضر وآتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة
من عندنا وذكرى للعابدين). واضاف بأن الانسان كل
انسان وقت الضيق يلجأ الى الله:
فاذا تعسرت ولادة امرأة او اعترض جنينها في بطنها وخشيت
الهلاك لجأت وذووها الى قاضي الحاجات ولجوا بالنداء
يا الله فياتي الفرج من الله.
أسباب الهموم
وعن اسباب الهموم تحدث القاضي الرشيد مبينا بانها قد تكون
أسبابا ذاتية وهي التي تكون من المرء نفسه وكسب يده
كالغفلة عن ذكر الله, والتفريط في جنب الله وسائر انواع المعاصي
والسيئات والاعراض عن الله قال تعالى
( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا).
وهناك أسباب خارجية بمعنى أنها خارجة عن ارادة الانسان كموت
حبيب أو عزيز عليه أو حصول مصيبة تلحق به وغيرها.
واضاف بان هناك اسبابا لها دوافع شرعية: كالهم الذي يلحق
بالمسلم اذا رأى ما يحمل بالمسلمين من قتل ودمار وغيره,
كالهم الذي يلحق بالمرء اذا احس بذنب اصابه وهكذا.
واشار الرشيد الى أن الانسان المسلم لابد له من الرجوع
الى الله تعالى بالذكر والتسبيح والتوبة وعدم الغفلة
واختتتم حديثة بالنصيحة للمسلمين بالتوبة
والعمل الصالح. والمداومة على الطاعة.