الحياة الطيبة

موضوع: الحياة الطيبة السبت ديسمبر 03, 2011 5:59 am

الحياة الطيبة

مصدر الموضوع الاصلي: الحياة الطيبة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره
،

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
،

من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا
هادي له ،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ

إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) |سورة آل
عمران:102|.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ

وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ
مِنْهُمَا رِجَالاً

كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ

وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيبا) |سورة النساء:1|.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ

اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً
عَظِيما) |سورة الأحزاب:70-71|.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي

هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور

محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة

ضلالة ، وكل ضلالة في النار

وبعد عباد الله ..

فإن راحة القلب وسروره وزوال همومه

وغمومه هو مطلب كل إنسان،فكل الناس يسعى

إلى تحقيق السعادة،والحياة الطيبة .

فما هي وسائل تحقيق السعادة ؟؟

وكيف السبيل إليها؟؟ .

عباد الله ..

إن من أعظم الأسباب الموصلة إلى السعادة
هو

الإيمان والعمل الصالح قال الله جل وعلا
:

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا

كَانُوا يَعْمَلُونَ }.

عباد الله ..

في هذه الآية وعدٌ من الله أن من جمع بين

الإيمان والعمل الصالح ليحيينه الله حياة
طيبة

في هذه الدنيا ثم بالجزاء الحسن في الآخرة
،

فمن عمل الصالحات وهو مؤمن أحياه الله حياة

طيبة وذلك بطمأنينة قلبه وسكون نفسه وعدم

التفاته لما يشوش عليه قلبه .

وقد روى الإمام الترمذي وغيره عن أنس –

رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى
الله

عليه وسلم: من كانت الآخرة همه جعل الله
غناه

في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي
راغمة

ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين
عينيه

وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا
ما قدر له..

عباد الله ..

إن الحياة الطيبة لا تكون ولن تكون الا
بالإيمان

المثمر للعمل الصالح، فمن عمل صالحا من

غير إيمان فليس له من هذا الوعد نصيب،فلا

حياة طيبة في الدنيا،ولا أجراً في الآخرة،بل

يُوفى أجره في هذه الدنيا كاملا غير منقوص.

قال الله ((مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ
نَزِدْ لَهُ فِي

حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا
نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا

لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ )) .

عباد الله ..

إن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر
للعمل

الصالح ، معهم أصول وأسس يتلقون فيها ما

يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج،

وأسباب القلق والهم والأحزان.

فهم يتلقون المحاب والأفراح بقبولها، وشكر
الله

عليها، واستعمالها فيما ينفع.

ويتلقون المكاره والأتراح بالصبر عليها،

ودفعها ،ودعاء الله بكشفها .

** فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر، أو بلاء،

فإنه - بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى
–

يكون قرير العين، ينظر إلى من هو دونه،
ولا

ينظر إلى من هو فوقه.

** أما فاقد الإيمان فهو مضطرب القلب، فإذا

وقعت المخاوف والابتلاءات انزعج قلبه،

وتوترت أعصابه، وتشتت أفكاره..

قال الله جل وعلا (( ومن يؤمن بالله بهد
قلبه ))

قال علقمة : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم

أنها من عند الله فيرضى ويسلم .

وروى الإمام مسلم في صحيحه من حديث

صهيب الرومي – رضي الله عنه- قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر

المؤمن إن أمره له كله خير وليس ذلك لأحد
إلا

للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له

وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ..

عباد الله ..

** ومن الأسباب التي تحقق السعادة في هذه

الدنيا وتجلب انشراح الصدر وطمأنينة القلب
:

كثرة ذكر الله .

قال الله جل وعلا (( ألا بذكر الله تطمئن
القلوب

)) ..

فلا شيء ألذّ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى
من

محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر

معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له
.

قال الله جل وعلا { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ
كَثِيرًا

وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ
مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }

وروى الترمذي وابن ماجة عن أبي الدرداء

رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : « ألا أنبئكم بخير أعمالكم
،

وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم
،

وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير
لكم

من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا

أعناقكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ذكر الله
تعالى »

وقد روى ابن ابي شيبة في المصنف عن ابن

مسعود –رضي الله عنه – قال : لأن أسبح

تسبيحات أحب إليّ من أن أنفق بعددهن دنانير

في سبيل الله ..

الحمد لله وبعد ..

- عباد الله - وإن من أسباب انشراح الصدر

وطمأنينة القلب أن تكون ابن يومك ، فإياك
أن

تعيش في الماضي بهمومه وأحزانه، وإياك أن

تهتم وتنشغل بالمستقبل،وما فيه من خفايا
وخبايا

ولكن عش يومك الحاضر، ولهذا كان النبي

صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يستعيذ من
: الهم

والحَزَن : من همّ على مستقبل، أو حزنٍ
على ماض.

وقد روى الترمذي وغيره من حديث عبيد الله

الأنصاري -رضي الله عنه - قال : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم :من أصبح منكم
آمنا

في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه ،

فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها
".

الشيخ محمد بن يوسف آل خشان

الدولة: الاردن


	توقيع اميرة

الحياة الطيبة

مصدر الموضوع الاصلي: الحياة الطيبة


	توقيع داليا

الحياة الطيبة

مصدر الموضوع الاصلي: الحياة الطيبة

دائــمــأ مـتـمـيـز بـمـواضـيـعـك الـرائـعـة

سـلـمـت يـداك عـلـى هـذا الـمـوضـوع الـرائـع

ولا تـحـرمـنـا مـن جـديـدك الـمـبـهـر

تـقـبـل مـرورى فـى صـفـحـاتك الـرائـعـة


	توقيع Youth

الحياة الطيبة

الحياة الطيبة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة