أكاد لا أفرق فيما بينها .. أجلس في مكاني بلا حراك .. قد يفوق عقلي كل من هم حولي .. ولكنهم لا يلبثون من تحقيري وتهميش دوري .. كم أمقت نظرة الشفقة في عيونهم .. ولكن مهما حقروني لا بد في يوم أن أثبت لهم أنني إنسآن كآمل لآ ينقصني شئ
هل حياتي ستكون سعيدة أم لا ؟ ... لا أعلم هل ستتحقق أهدافي ايضا لا اعلم ها أنا أحاول جاهدا تحقيقها ... عمري يمضي .. قد عرفت الماضي وها انا اعيش الحاضر .. وكم أجهل مستقبلي فلا يعلمه الا الله سبحانه ..
كم ظلمت أبنائي بالضرب والشتائم لا اعلم أي شيء جميل يمكن أن يتذكروه مني .. كم كنت اعاملهم بقسوة وكنت أظن أنني بذلك أحسنت تربيتهم .. ها هم كبروا وتركوا لي الجمل بما حمل .. وها أنا اعيش وحدي أموت في كل لحظة ...
كم أودّ أن أرى الشمس من خلف هذه الجدران .. كم اشتقت لك ولدي الحبيب لا أعلم لما وضعتني في هذا المكان الموحش المظلم الكئيب أجزم يا ولدي أنك مجبر .. وكم أودّ ان تأتي وتأخذني .. مؤكد أنك ستأتي وتأخذني .. يستحيل أن تنسى الأم التي حملت بك تسعة أشهر .. بل حملت همك عمرها كله ولم تبخل عنك في شيء .. مؤكد أنك سترجع .. مؤكد أنك سترجع ..
كم كان عندي من الاحلام التي لم يكتب لها الولادة كم عندي من الاختراعات التي ذهبت أدراج الرياح .. كم كنت أحلم أن أكون مبدع .. وكم أنا الآن انسان فاشل ..
كم أنا أحبكم .. وكم أودّ أن لا أغضبكم .. ولكن لا أعلم لما أعاملكم بهذا الشكل .. لا تلوموني فمشاعري مشتتة... وافكاري مشوشة .. حياتي تتغير جذريآ .. فلا تعتبوا عليّ واعلموا أنني لا بد في يوما أن أرجع كما كنت ..
الأيام تشبه بعضها لا أكاد أفرق بينهما .. أعيش بلا هدف ضائع .. لا يهمني ماذا سأفعل غداً ولا ما فعلته أمس .. فأنا أجلس مكاني ولا أتحركـ ...
من بين آمال قلبي ... من جنبات وتلال وربوع مشاعري .. من وسط همسي وشتات وتضارب أفكاري .. يتأصل فيني العشق الأبيض ويتلون حلمي بألوان الطيف وينصهر بأحشائي جبل الحرمان ويذوب في جنبات سهول صدري غارقا .. وما بين البين أعيش متعة مع الألم .. وأحول بحروفي صفحاتي الى تراتيل حب كبير لكم ..