الامراض والصيادون يهددون مستقبل الغوريللا الغربية
تعيش الغوريلا الغربية في سلام في جماعات تشبه الحياة الاجتماعية للبشر، كما أظهرت إحدى الدراسات العلمية. حظيت
الغوريلا الجبلية وحدها، وهي الغوريلا التي تتسم بسلوكها العدواني وضربها
على صدورها بقبضتها والاقتتال، بالكثير من الدراسات العلمية التي ترصد
سلوكها. ولكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن
الغوريلا الغربية، وهي فصيلة أخرى من الغوريلا غير الفصيلة الجبلية، تتعامل
بشكل هادئ مع القردة الأخرى. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الغوريلا تشترك مع الشمبانزي والإنسان في بعض الصفات السلوكية. ويرتكز
هذا الاستنتاج على الدراسات التي أجريت على الطبيعة على غوريلا الأراضي
الخفيضة الغربية التي تعيش في محطة موندياكا للأبحاث على الحدود بين
جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
طريقة مختلفة فقد
قام الباحثون الأمريكيون والألمان بجمع عينات من فراء وبراز الغوريلا من
أعشاشها التي تستخدمها في مختلف الجماعات، وذلك من أجل تحليل الحامض النووي
للغوريلا. وكشفت الفحوص أن جماعات الغوريلا التي تعيش في مناطق متجاورة، يقودها ذكور بينها روابط وراثية. وعندما
يلتقي ذكر ناضج، والذي يكون لون الفراء على ظهره فضيا، بمجموعة يقودها
أخوه أو أحد أقاربه، تكون هذه اللقاءات دائما سلمية لا عنف فيها. وقالت
الدكتورة بريندا برادلي، من معهد ماكس بلانك للأنثروبيولوجيا التطورية في
ليبزيج بألمانيا، لأخبار بي بي سي على الإنترنت: "غالبا عندما تلتقي جماعات
الغوريلا الجبلية مع جماعات غوريلا أخرى في الغابات، تكون تصرفات الذكور
مع ذكور الجماعات الأخرى عنيفة للغاية، بما في ذلك قيام الذكور بضرب صدورهم
بقبضات أيديهم، وربما يضربون بعضهم". وقالت
الدكتورة برادلي: "لاحظ العلماء أنه عندما تلتقي جماعات الغوريلا الغربية،
تكون تصرفاتها مع بعضها البعض مسالمة للغاية، وكان ذلك يحير العلماء،
لأنهم اعتادوا مشاهدة الغوريلا دائما في مواقف العنف الشديد". تشابه مع البشر ويعتقد العلماء أن سلوك الغوريلا المسالم في حالة الغوريلا الغربية، إلى وجود روابط عائلية بين ذكور الجماعات. فعندما
يغادر ذكر الغوريلا الجماعة التي ولد فيها، ويبدأ في تكوين أسرته الخاصة،
يظل في نفس المنطقة التي ولد بها، ويظل محتفظا بعلاقات مع جماعته الأصلية
التي يقودها في الغالب أبوه أو أخوه. ولوحظت
نفس السلوك في الشمبانزي، وهي القردة العليا الأقرب للإنسان وراثيا، مما
يشير إلى أن المجتمعات البشرية الأولى تكونت بنفس الطريقة. وقالت
ليندا فيجيلانت، من معهد ماكس بلانك للأنثروبيولوجيا التطورية: "ربما
تكونت المجتمعات البشرية الأولى عن طريق العلاقات الأسرية بين الذكور الذين
يخرجون من العشيرة ويكونون شبكة تعمل بدورها على تكوين قاعدة للمجتمع في
النهاية". مخاطر الانقراض والغوريلا هي الأكبر حجما بين القردة العليا، وهي كذلك من بين أكثر الكائنات تعرضا لخطر الانقراض. وقد اختلف العلماء حول تصنيف الغوريلا، ولكن المتفق عليه هو أن الغوريلا فصيلتين، تنقسم إلى أربعة أنواع. الفصيلتين
الرئيسيتين هما الغوريلا الغربية، بما في ذلك الغوريلا الغربية عابرة
النهر، والغوريلا الأراضي الخفيضة الغربية، وغوريلا الأراضي الخفيضة
الشرقية، والغوريلا الجبلية. وقد حظيت الغوريلا الجبلية بما يكفي من الدراسات على الطبيعة منذ الخمسينات، وهي فصيلة بقي منها 700 فرد فقط. أما الغوريلا الغربية، فهي أكثر شيوعا، ويبلغ تعدادها 94 ألف فرد تقريبا. غير أن التعداد الأخير يظهر أن أعداد الغوريلا تتناقص بشكل خطير بسبب الصيد والأمراض. انواع القرود
إن الغوريلا والشمبانزي هما نوعان من القرود التي تعيش في غابات إفريقيا
الاستوائية. أما في غابات الملايا فهناك نوع آخر يسمى أورنجوتان وهو غالباً
يدعى "إنسان الغاب". والقرود وأنواع أخرى من السعادين تتبع كلها لمجموعات
من الثدييات تسمى "الحيوانات الرئيسية" ولكن القرود تختلف عن السعادين
بأنها ليس لها أذناب.
الغوريلا:
تعيش
الغوريلا في الغابات على ضفاف أنهار غرب إفريقيا من الكاميرون إلى
الكونغو، وهي أكبر أنواع القرود ويصل وزنها أحياناً إلى (250 كلغم) تقريباً
وطولها (1.8م) وهي لضخامة جسمها تقضي معظم وقتها على الأرض، وعندما تمشي
الغوريلا فإنها تتقدم على أطرافها الأربعة مرتكزة على سلاميات الأطراف
الأمامية. والغوريلا ليست متوحشة، لكنها تصبح شرسة إذا جرحت أو أزعجت، وهي
لذلك تسبب أضراراً كبيرة خاصة لمزارع الموز وتأكل ثمار الموز وساق النبتة
والأوراق وتأكل كذلك وجبة كبيرة مؤلفة من الفواكه والخضار والبيض.
تعيش الغوريلا في مجموعات تصل حتى (20 أو 30) غوريلا. يتبع الغوريلا الصغير
أمه ويتعلق بها ويتغذى من حليبها. تعمل الغوريلا بيتاً لها بين أغصان
الأشجار للمبيت ليلة واحدة فقط، لأنها ترحل بحثاً عن الطعام وتتوقف في مكان
مختلف كل يوم. ويعمل البيت من ثني الأغصان وكسرها وشبكها ببعضها البعض
لتكون أرضية للبيت.
الشمبانزي:
يعيش الشمبانزي في الغابات الإستوائية بوسط إفريقيا ويعيش في مجموعات لا
تتجاوز (20) شمبانزي، وهو أصغر من الغوريلا وأكثر حركة وضجيجاً واهتياجاً.
يقف الشمبانزي في مكان مرتفع ولكل يد عنده أربعة أصابع وإبهام، وهي لذلك
تشبه يد الإنسان تقريباً، ورجلاه شبيهتان بيديه أيضاً، لأن أصابع قدمه
طويلة وله إبهام كبير بجانب كل قدم، مثل إبهام اليد عنده. ويمكنه أن يمسك
بالأغصان بقوة بقدميه وكذلك بيديه. يسير الشمبانزي بواسطة يديه ورجليه مثل
الغوريلا، وأحياناً يسير على رجليه منتصب القامة لمسافات قصيرة تماماً كما
يسير الإنسان، ويقدر أن يركض بشكل سريع وأن يتسلق الأشجار بشكل أفضل، ويأكل
الشمبانزي الفواكه وثمار التوت والنمل وأحياناً السعادين الصغيرة.
الأورانجوتان "إنسان الغاب":
الأورانجوتان
نوع من القردة تقطن في بورنيو وسومطرة وتقضي معظم وقتها على الأشجار في
الغابات الكثيفة. والأورانجوتان كلمة ملاوية تعني إنسان الغاب، فكلمة
أورانج تعني الإنسان وكلمة أوتان تعني الغابة. إن أيدي الأورانجوتان طويلة
ويبلغ طولها ثمانية أقدام وهي تصل إلى رسغ القدم عندما تقف معتدلة،
وتساعدها أيديها لتتأرجح من غصن إلى غصن. ولا يمكنها أن تسير بشكل جيد على
الأرض. وتأكل الأعشاب والطيور وبيض الطيور.
يبقى الأورانجوتان الصغير قرب والديه، وتؤرجح الصغار أنفسها على الأشجار
قرب القردة الكبيرة، وتمسك الاورانجوتان الأم بيدي طفلها الصغير وتنظر
طويلاً وبعناية إلى وجهه وهي تعرف طفلها بشكل جيد، وتكون صابرة مع صغارها.
_________________________