مصدر الموضوع الاصلي: سأعتني بأغراضي
سأعتني بأغراضي
عبير النحاس
سارة و نورا أُختان جميلتان , تُشبهان بعضَهما في كلِّ شيء , و تحبَّان
بعضَهما كثيرا , و لكنَّ اختِلافاً واحداً فقط كانَ بينهما , فقَد كانت
سارة تحبُّ قصَصها و أغراضَها , و تُعامِلها بلطف , و تعتني ًبها , و كانتْ
نورا تَتْرك َ القصص في كلِّ مكان , و لا تكلِّف نفسَها عناءَ إعادتِها
إلى مكانِها بعد قراءتِها , و لمْ تكُن تستمِع لنصيحةِ والدتِها عندما
تقولُ لها :
- لا تتركي قصَصَك هُنا و هُناك يا نورا , و لا تُهملي أغراضَك الحُلوة يا ابنتي .
طلبَ الوالد من النَّجار يوما أن يصنَع لسارة و نورا مكْتبتين صغيرتَين , و
قام النَّجار بعملِه بكلِّ إتقان , و قدَّم لهما أجمَل مكتبتَين على
الإطلاق .
فرحتْ سارة و نورا كثيرا , و بدأَت كلٌّ منهما ترتب ما لديها من قصصٍ و ألعابٍ على رفوفِها الحلوة .
بدت مكتبة سارة رائِعة أنيقَة بما عليها من قصص و ألعاب تبدو و كأنها
اشترتها للتوّ , و كانت مكتبة نورا مليئة بالقصصِ الممزقةِ و الألعاب
المكسورة .
حزنَت نورا كثيرا و حاولت أن تعيد إلصاق َما تمزَّق من قصصِها , و ساعدتْها سارة أيضاً , و لكنَّ الفرق بقيَ واضِحا بالطبْع .
فقَررت نورا أن تعتَني بما ستشتريه من قصص جديدة و ألعاب أيضا .. لتبدو مكتبتها أنيقَة كما هيَ مكتبةُ سارة .