المرأة وصية رب
العالمين
المرأة
هذا
المخلوق المارد العملاق الذي شغل العالم بأسره كتّاباً
وشعراء،مؤمنين وملحدين،الكل
يتهافت إما لإنصافها أو لإجحافها،هذا
المخلوق الذي أُنصف إلى أقصى حد ،وظُلِم إلى
أقسى حد.أوصى بها الله في
كتابه العزيز،كرّمها الرسول والخلفاء "لا يكرمها
إلا كل كريم ولا يُهنها
إلا كل لئيم" مدحها الكتّاب،وقيّمها الشعراء
،فكانت" المدرسة التي تعدّ
جيلاً طيب الأعراق" قدّرها العلماء ،وأشاد
بها القادة "إذ تهز العالم
بيسارها"........وظلمها المجتمع.هذا المخلوق
الضعيف القوي،الممتلئة
حناناً إن استؤسرت ،والفائضة قسوة إن استهجنت ،هي التي تعرف
متى تُعصر
ومتى تُكسر،هي التي إن ارادت كانت أمةً لمن كان لها عبدا،وإن شاءت كانت
جلاداً
لمن كان لها سجانا، هذه التي تشهر السيف إما للنصر أو للقتال،هي اللغز
الذي
لا يستطيع فك رموزه إلا كل عالمٍ مقتدر،وراعٍ متبصر،وحكيمٍ
متدبر،هي الاحجية التي
تحدد مقدار الذكاء،هي السلاح الذي إن أجدت
استعماله حماك،وإن أسأته فناك
أنصفها كل فردٍ
بفرده،وظلمها
المجتمع بأسره،فأبت واثبتت أن ضعفها قوة،وقوتها ضعف؛تَحكُم
وتُحكَم،تأمر
وتؤمر،تتواضع وتترفع،هي الجندي المجهول الذي يستشهد ليحيا ويُحيي،هي
المحطة
التي تنطلق منها لتعود إليها،هي المهد وهي اللحد،هي الورود التي تُسكر
بعطرها
من يُجيد استخراج العطور،وتُدمي بشوكها من يسيء قطف الورود.
هي
المضحية دائماً أماً
أم زوجة،وهي المتفوقة أبداً داخل المنزل وخارجه،هي
الوجه المزدوج:فكم من امرأةٍ
استطاعت أن تكون المرأة والرجل
معاً،وبالمقابل هل يستطيع الرجل أن يكون الإثنين
معاً؟هل طرح أحد يوماً
هذا السؤال:كم من أم كانت الأم والأب معاً!فكم يصبر الأب
على لعب دور
الأم،وإن حاول إلى أي مدى يستطيع إيجاد هذا الدور أو الصبر عليه؟؟؟
وفي
النهاية لن نكون
اكثر إدراكاً وتبصراً،ولا بعد نظر من رب العالمين الذي
جعل"الجنة تحت
اقدامها"أين؟:تحت أقدامها!إن كان سيد الخلق قد ميّزها
واصطفاها فهل يخالفه
خلقه بظلمها وإجحافها
ومن كان الله معه
لا
يخشى عباده،لذلك كانت القوية فوق القهر،والأبية رغم الظلم،والشامخة
المستشرسة
دفاعا عن حقوقها.
رغم كل المظالم التي
تواجهها،وكل
المفاهيم الخاطئة التي تعرقلها،وكل الممارسات المتعسفة التي
تعترضها...رغم
كل ذلك تبقى الأسطورة التي مهما ظلمها المجتمع تعرف كيف تخنق الظلم
وهي
مخنوقة،وكيف ترد الصاع ومتى؟كيف تتأقلم مع الظلم لتنتقم،كيف تساير الرياح
ومتى
تنحني لها،
متى تكسر القضبان لتثور،متى تشن الحرب ومتى
تُعلن
السلم؛وكيف تخرج من الساح مهزومة منتصرة