تمتع كرة القدم بشعبية جارفة فكان نتيجة ذلك هو تطور اللعبة وزيادة المال المنفق فيها وكذلك اتساع رقعة ممارسيها بسبب زيادة مشجعيها اختر أي لعبة غير شعبية ولاحظ تطورها ستجده بطيء للغاية بسبب قلة الجمهور وبالتالي قلة موارد اللعبة ودخلها المبني بالأساس علي مشاهدة الجمهور لها.
تخيل معي كأس العالم - الحدث الأهم في كرة القدم - يلعب بدون جمهور أو بمدرجات شبة خالية، هذا الهاجس بدء يراودني بعد مباراة جنوب إفريقيا والأوروجواي، البلد المضيف لأول مرة مهدد بالخروج من الدور الأول للبطولة وبالتالي ستفقد البطولة أهم عناصرها، الجمهور.
لكن مجموعة من مشجعي جنوب إفريقي خرجت اليوم بعد تقلص حظوظ فريقها في التأهل لتعلن تأييدها لكل فرق إفريقيا وتؤكد أن وصل أي منهم للأدوار المتقدمة سيساوي وصول بلدهم، الأزمة الحقيقية أن جمهور جنوب إفريقيا "اتسند علي حيطه مايله".
الجزائر: فريق لا يستحق الوصول لكأس العالم - بدون أي تحيز- فكأس العالم بطولة تنافسية وليست تعليمية، فإذا أراد رابح سعدان مدرب الخضر التعلم فعليه ترك البطولة والذهاب إلي زيورخ وحضور دورات تدريبية مع فريقه، واحتمال فوز محاربي الصحراء في أي مباراة أضاعوه بالخسارة من سلوفينيا أضعف فريق قد يواجهوه، لذلك تبقي فرص الجزائر ربما أضعف حتي من فرص جنوب إفريقيا.
نيجيريا: تخسر نيجيريا لأنها تفتقد في كل بطولة لكأس العالم إلي عامل من عوامل النجاح، مرة تفتقد حارس جيد، ومرة تفتقد للقائد، ومرة للمدرب الذكي، وعندما تجتمع لها عوامل النجاح تبقي السذاجة الأفريقية أحد الجينات التي لا يستطيع لاعبي أفريقيا السمراء التخلص منها، فتلعب نيجيريا أمام اليونان مباراة جيدة لمدة نصف ساعة وتتسبب سذاجة كيتا في إضاعة مجهود فريقه وحرمانه من ثلاث نقاط، ووضع تأهله في أقدام الآخرين، لتنضم نيجيريا إلي جنوب إفريقيا والجزائر كمرشحين للخروج المبكر.
الكاميرون: أسود إفريقيا أحد أفضل المنتخبات الإفريقية في العشر سنوات الأخيرة مرة بفضل موبوما ورفاقه، ومرة بفضل إيتو ورفاقه أصبحت بلا أي أنياب مدرب يترك لاعبين كبار ومهاريين علي مقاعد البدلاء حتي يخسر فريقه من منتخب اليابان متوسط المستوي فاليابان فقدت كثيراً من توهجها الذي شاهده العالم في بطولة 2002 عندما أقيمت علي أرضها، بول ليجوين لن ينجح في الوصول بالكاميرون إلي الدور التالي والأسوأ أنني لا أتوقع أن تقدم الكاميرون أي كرة جميلة في البطولة، ليتبقي من إفريقيا فقط منتخبي غانا وكوت دي فوار ممن يمتلكون فرص للتأهل.
غانا: فريق شاب، حقق بعض لاعبيه كأس العالم للشباب، ووصل إلي نهائي بطولة إفريقيا بأداء جماعي تكتيكي جيد للغاية فرغم أنهم من أقل فرق البطولة إحرازاً للأهداف إلي أنهم استطاعوا إقصاء البلد المضيف أنجولا ونيجيريا من الأدوار النهائية ليصطدموا بمنتخب مصر صاحب الخبرة الطويلة لتنتهي مغامرة غانا عند هذا الحد، هكذا أري فرص غانا في كأس العالم مغامرة من فريق طموح بدون خبرة مع مدرب جيد ولياقة بدنية عالية لكن ماذا ستفعل غانا لو لعبت مباراة في دور الـ16 وأحرز فيها هدف في بداية المباراة؟ سيندفع فريق غانا إلي الهجوم سيضيع مهاجميه الفرصة تلو الأخرى سيعتمد الفريق المنافس علي الهجمة المرتدة مع تهدئيه إيقاع اللعب سيحرزون الهدف الثاني وتنتهي المباراة بخروج غانا.
كوت دي فوار: بعض المحللين رشحوا الأفيال للفوز باللقب، منهم مدربيين ومحللين ذوي مكانة كبيرة ولديهم أسباب كثيرة مقنعه ففريق كوت دي فوار علي مستوي الأفراد فريق عالمي يستطيع التفوق علي أي من فرق البطولة الإثني وثلاثين، دفاع يعتمد علي كولو توريه، إيمانويل إيبويه، آرثر بوكا وديميل، خط وسط يذخر بلاعبين من سمتوي يايا توريه وعبد القادر كيتا وزوكورا، وخط هجوم يقوده الفيل الذهبي ديديه دروجبا هداف الدوري الإنجليزي وأفصل لاعبي إفريقيا.
هل هم الآمل؟ نعم لا أمل لنا بعد غانا سوي في الفريق البرتقالي لكن عيب كوت دي فوار الأساسي كان اللعب الفردي والإفتقار للأداء الجماعي والتتنظيم في الملعب مما كلف الفريق فرصة الفوز بكأس الأمم ثلاث مرات منهم مرتين خرجوا بالأربعة من منتخب مصر ومنتخب الجزائر.
السويدي إريكسون استطاع حل هذه المعضلة كما أكد كولو توريه والكثير من زملائه للصحفيين لأول مرة يشعر لاعبي كوت دي فوار أنهم يلعبون بجماعية لكن حلت مشكلة وبقت الأخري، هذا الرجل ذو الشعر الأبيض الجالس بجوار لاعبي كوت دي فوار علي مقاعد البدلاء فاشل!!يذكرني دوماً بهنري ميشيل مدرب نجح في بداية حياته التدريبية ثم توالي الفشل عليه دون سابق إنذار، شاهد إنجلترا البطولة الماضية فريق لا حول ولا قوة له يصعد لكأس العالم من ضربة حرة يحرزها بيكام في اليونان في اللحظات الأخيرة يتعادل مع السويد يخسر بركلات الجزاء دون أن تشاهد له حسنة طول البطولة اللهم إلا هدف جو كول الرائع في مرمي السويد، فشل إريكسون في حل معضلة جيرارد ولامبارد أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم لا يستطيعا اللعب في فريق واحد، الحل كان بسيط للغاية ألعب بجارث باري خلفهم ودعهم يستمتعوا باللعب.
إريكسون فشل في استغلال ضعف البرتغال الواضح في شوطي المباراة أحذف كرة كريستيانو التي ارتطمت بالعارضة فستجد نفسك أمام فريق عادي للغاية، لكن إريكسون العادي أيضاً لا تتوقع منه أفضل من ذلك.ملاحظة: فضل الفرق الأفريقية أمر متوقع لأسباب كثيرة أهمها قد يكون ثقافة اللاعبين الأفارقة والتي لا تعرف كيف تفوز حتي لو لم تكن الفريق الأفضل وهذا ما يجيده المنتخب المصري فاستطاع بسهولة حقيقية الفوز بثلاث بطولات متتالية عندما وجد مدرب أقتنع بقدرات فريقه وبث فيهم القدرة علي الفوز مهما كانت ظروف المباراة أو قوة المنافس.
متأكد أن كل جنوب إفريقيا ستكون خلف منتخبات إفريقيا لكن لا أتوقع أن تحقق إفريقيا أي إنجاز حقيقي، وربما لو كان منتخب مصر موجود لازدادت فرص إفريقيا في الفرحة ولشاهد العالم بطولة مختلفة للغاية، لكنه القدر.