تكتّل جمهوريات سوفييتية يبحث إرسال قوة عسكرية إلى قرغيزيا

تكتّل جمهوريات سوفييتية يبحث إرسال قوة عسكرية إلى قرغيزيا

مصدر الموضوع الاصلي: تكتّل جمهوريات سوفييتية يبحث إرسال قوة عسكرية إلى قرغيزيا

أوش (قرغيزستان) - وكالات
أعلنت وزارة الصحة القرغيزية، الثلاثاء 15-6-2010، أن حصيلة
المواجهات الإتنية الدائرة بين القرغيز وأقلية الاوزبك في جنوب البلاد
لاسيما في مدينتي اوش وجلال اباد، بلغت 170 قتيلاً و1762 جريحاً.

وذكرت مجموعة أمنية ترأسها موسكو يوم الاثنين أنها ستبحث ارسال قوة عسكرية
الى جنوب قرغيزستان لوقف المصادمات العرقية التي قتل خلالها ما لا يقل عن
124 شخصاً في الدولة الفقيرة الواقعة بآسيا الوسطى، حيث بدأت المصادمات بين
السكان القرغيز والاوزبك في أوش وجلال أباد في وقت متأخر مساء الخميس
الماضي وتصاعدت خلال مطلع الاسبوع، وقال شهود إن عصابات مسلحة ببنادق آلية
وقضبان حديدية ومناجل أشعلت النيران في منازل وأطلقت النار على السكان
الفارين.

تكتل أمني ترأسه موسكو
وعقد تكتل أمني ترأسه موسكو للجمهوريات
السوفييتية السابقة يعرف باسم منظمة معاهدة الأمن الجماعي اجتماعاً يوم
الاثنين لمناقشة الوضع في قرغيزستان، إذ نقلت وسائل الإعلام الروسية عن
نيكولاي بوردوزا الامين العام لمنظمة معاهدة الامن الجماعي قوله: "منظمة
معاهدة الامن الجماعي لديها تحت تصرفها كل ما تحتاج اليه للعمل في مثل تلك
الظروف بما في ذلك وحدة لحفظ السلام.. قوات مشتركة للرد السريع وقوات
مشتركة للانتشار السريع في منطقة آسيا الوسطى".

وأضاف "لكن يتعين التفكير ملياً قبل استخدام تلك الوسائل والاهم هو
استخدامها ضمن إجراءات متكاملة". لكنه لم يحدد الإجراءات، وتضم منظمة
معاهدة الأمن الجماعي كلاً من روسيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وقازاخستان
وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

وأعلنت وزارة الصحة القرغيزية الثلاثاء ان حصيلة المواجهات الاتنية الدائرة
بين القرغيز وأقلية الاوزبك في جنوب البلاد لاسيما في مدينتي اوش وجلال
اباد، بلغت 170 قتيلاً و1762 جريحاً، وكانت حصيلة سابقة أعلنتها الوزارة
الاثنين أشارت الى مقتل 138 شخصاً.

الرقم مرشح للارتفاع
غير ان هذه الحصيلة الرسمية المؤقتة مرشحة
للارتفاع اكثر بكثير لاسيما أن العديد من الاوزبك الذين لجأوا الى
اوزبكستان المجاورة أكدوا لوكالة فرانس برس انهم رأوا جثثاً متناثرة على
قارعة الطريق المؤدية الى الحدود بين البلدين وأن هناك جثثاً أخرى على
الطرقات في اوش.

وقالت امرأة عجوز تدعى مارهابو فرت من المعارك وتقيم في احد المخيمات،
لوكالة فرانس برس أنه "على الطريق باتجاه الحدود، كانت جثث النساء المتفحمة
تنتشر في كل مكان، ومصفحات لنقل الجند تطلق النار علينا".

وأكد آخرون أن الجرحى الاوزبك يخشون الذهاب الى المستشفيات في قرغيزستان.

وقال لاجئ أوزبكي يدعى عصام الدين قطبدينوف (27 عاماً) "يرفضون ادخالنا
المستشفيات ويقولون انها مخصصة للقرغيز فقط"، مؤكداً أن "هناك 1000 قتيل في
اوش وحدها".

وشاهد مراسل فرانس برس مشاهد فيديو التقطها سكان تظهر عملية دفن لعشرات
الجثث في مقبرة جماعية وقد بدت هذه الجثث مصابة بالرصاص او متفحمة.

واندلعت أعمال العنف العرقية ليل الخميس الجمعة في اوش بين القرغيز
والاقلية الاوزبكية.

وأقرت الحكومة الانتقالية أنها تلقى صعوبات في السيطرة على الوضع في جنوب
هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى، رغم التعبئة في الجيش واعلان حالة
الطوارئ وفرض حظر للتجول والاوامر الممنوحة للقوات النظامية باطلاق النار
من دون انذار مسبق.

وكانت أحدث المصادمات هي أسوأ أعمال العنف العرقية في جنوب قرغيزستان منذ
عام 1990 عندما أرسل ميخائيل غورباتشوف زعيم الكرملين في ذلك الوقت قوات
سوفييتية الى أوش في أعقاب مقتل مئات الاشخاص في خلاف بدأ بخصوص ملكية أرض.

وأثارت الاضطرابات مخاوف في روسيا والولايات المتحدة والصين المجاورة،
وتستخدم واشنطن قاعدة جوية في ماناس بشمال الجمهورية السوفييتية السابقة
تبعد نحو 300 كيلومتر عن أوش لإمداد قواتها في أفغانستان، ولروسيا أيضاً
قاعدة جوية.

اتهام "المخلوع" بتأجيج الصراع
واتهمت الحكومة المؤقتة التي تولت الحكم في
قرغيزستان في أعقاب الاطاحة بالرئيس كرمان بك باقييف في ابريل (نيسان)
أنصار الرئيس المخلوع بتأجيج الصراع العرقي لكن باقييف نفى الاتهام في بيان
أمس الأول، وقالت الحكومة المؤقتة بقيادة روزا أوتونباييفا اليوم إن
السلطات في جلال أباد اعتقلت "شخصاً معروفاً جيداً" يشتبه أنه مسؤول عن
تأجيج العنف.

وقال قبة بك بايبولوف القائد في جلال اباد في تصريحات بثها التلفزيون "هذه
ليست سوى محاولة من أنصار باقييف وأقاربه للاستيلاء على الحكم، وفر آلاف
المنحدرين من اصل أوزبكي الى الحدود القريبة مع أوزبكستان أو لجأوا الى قرى
محلية هرباً من القتال المميت. وقال كثيرون إن عصابات قرغيزية تستهدفهم في
"إبادة جماعية" بمساندة الشرطة والقوات المحلية.

وقال رجل أعمال من جلال أباد ينحدر من اصل أوزبكي ويدعى محمد عسكروف "حشود
من القرغيز تتجول في كل الانحاء. يضرمون النار في منازلنا ويقتلون الاوزبك
في بيوتهم"، ويرد بعض المنحدرين من اصل قرغيزي بإلقاء اللوم في إراقة
الدماء على عصابات إجرامية من الاوزبك تتنافس على النفوذ في المنطقة.

وقالت متطوعة في الامم المتحدة تنحدر من أصل قرغيزي تدعى خيميا سويركولوفا
وتعيش في أوش خلال اتصال هاتفي "الناس الذين يتحدثون عن ابادة جماعية هم
نفس الناس الذين بدأوا هذه الحرب.. لنا اقارب من الاوزبك. لنا أصدقاء. نعيش
في نفس المساكن"، مضيفة أن مساعدات تشمل أجولة من البطاطس والطحين وصلت من
أجل إطعام السكان الذين كانوا يخشون أن يتضوروا جوعاً بعد أن أحرقت
المتاجر وأتت النار عليها.

وذكر عظيم بك بكنازاروف نائب رئيسة الحكومة المؤقتة في قرغيزستان أن الوضع
استقر في قرغيزستان ظهر الاثنين بعد وساطة شيوخ القرغيز والاوزبك، وقال في
اتصال هاتفي من جلال أباد "لم تعد هناك حشود في الشوارع. أنهينا المشكلة
بوسائلنا الشعبية".

لكنه ذكر أن النار مازالت مشتعلة في العديد من المنازل ومنها منزل الزعيم
الاوزبكي المحلي قادرجان باتيروف.

واتهم الاوزبك الذين فروا من جلال أباد السلطات التي عينتها الحكومة
المؤقتة بالمشاركة في القتل، وقال عسكروف "شعارهم هو قرغيزستان للقرغيز
والمسؤولون والشرطة يتعاونون معهم. لكن أسلافنا ولدوا هنا. الى أين نذهب".

وتتداخل أراضي قرغيزستان وأوزبكستان في وادي فرغانة. ورغم أن الاوزبك
يمثلون نحو 14.5% من سكان قرغيزستان يتساوى عدد أنباء الجماعتين تقريباً في
أوش وجلال أباد.

مخاوف اندلاع حرب أهلية
وتزيد أعمال العنف العرقية المخاوف من احتمال
اندلاع حرب أهلية أو حتى نشوب حرب بين قرغيزستان وأوزبكستان. وإذا فقدت
الحكومة المؤقتة السيطرة يحتمل أن تتفكك قرغيزستان وتحتفي من الوجود كدولة
واحدة مستقلة.

ولم تتمكن الحكومة المؤقتة من السيطرة تماماً على جنوب البلاد الذي تفصله
جبال عن شمالها. وطلبت من روسيا إرسال قوات في مطلع الاسبوع، لكن موسكو
قالت إنها لن ترسل قوات لحفظ السلام بمفردها. وأرسلت موسكو يوم الاحد ما لا
يقل عن 150 فرداً من قوات المظلات لحماية منشآتها العسكرية وأفراد قواتها
وعائلاتهم.

وذكر مكتب بان كي مون الامين العام للامم المتحدة بأنه يشعر بالقلق من حجم
المصادمات وأنه أمر مبعوثاً خاصاً بالسفر الى بشكك عاصمة قرغيزستان.

وقال الصليب الاحمر يوم الاحد ان الوضع الانساني في جنوب قرغيزستان يوشك أن
يصبح "حرجاً".

وأمكن توصيل الخبز لبعض سكان أوش الذين كانوا يخشون التضور جوعاً بعد إحراق
متاجر البقالة، وتجمع الاوزبك المحاصرون في أحد أحياء اوش لتقسيم طعام
مخزن بينهم، وكانت الحكومة المؤقتة أرسلت طائرتين تحمل كل منهما 50 طناً من
الاغذية والملابس والامدادات الطبية الى الجنوب، وتبرع سكان في شمال
قرغيزستان بإمدادات انسانية كما يتبرع بعض السكان بالدم في بشكك.


	توقيع argentine

تكتّل جمهوريات سوفييتية يبحث إرسال قوة عسكرية إلى قرغيزيا

مصدر الموضوع الاصلي: تكتّل جمهوريات سوفييتية يبحث إرسال قوة عسكرية إلى قرغيزيا

سلمت يداكم
وفقكم الله


	توقيع alloush_ak

تكتّل جمهوريات سوفييتية يبحث إرسال قوة عسكرية إلى قرغيزيا

تكتّل جمهوريات سوفييتية يبحث إرسال قوة عسكرية إلى قرغيزيا

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة