مصدر الموضوع الاصلي: داني جوردان: السيد الهاديء كالنسيم شخصية العام جنوب أفريقيا

حتى لو كان داني جوردان شخصية عام 2010 فى جنوب أفريقيا قد بدأ يشعر بالضغط لكونه الرجل المسئول عن تنظيم أول بطولة كأس عالم لكرة القدم في أفريقيا ، فإنه يظهر عكس ذلك.

ويعتبر الناشط التحرري السابق نموذجا للهدوء والثقة حاليا أثناء وضع القطع الأخيرة من أحجية المشهد النهائي العملاق لكأس العالم 2010 في أماكنها.

وقال جوردان في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية في آذار/مارس الماضي: "لقد بذلنا مجهودا كبيرا".

ويشغل جوردان /58 عاما/ منصب الرئيس التنفيذي للجنة جنوب أفريقيا المنظمة لكأس العالم 2010 مما يعني أنه الرجل الذي يحرص دائما على إتمام العمل كما يجب والرجل الذي يقف في مهب الريح إذا لم يحدث ذلك.

ومع استمرار العد التنازلي على إنطلاق بطولة كأس العالم في 11 حزيران/يونيو المقبل ، يلقي جوردان نظرة شاملة على إنجازات جنوب أفريقيا حتى الآن بفخر شديد.

فقد أصبحت جميع استادات كأس العالم التي تم بناؤها من العدم أو تجديدها لاستضافة مباريات البطولة جاهزة الآن وبعضها أصبح جاهزا حتى قبل الموعد المحدد سلفا بستة أشهر. وفي جوهانسبرج تم افتتاح نظام نقل بالحافلات جديد منذ آب/أغسطس 2009 ، وتم تجديد جميع المطارات فى أنحاء البلاد وتوسيع مئات الكيلومترات من الطرق فيما تمت الإشادة بخطة نوب أفريقيا الأمنية خلال البطولة ووصفت بأنها من الدرجة الأولى.

ومع ذلك مازال العديد من المعلقين الأجانب يتنبأون بوقوع كارثة خلال المونديال.

وقال جوردان في تحد مع بداية مرحلة البيع المباشر للجمهور لتذاكر كأس العالم في نيسان/أبريل الماضي : "يبدو لي أن بعض الناس مازالوا يأملون في عدم قيام بطولة كأس العالم هذه ، حسنا لاشك في أنهم سيصابون بخيبة الأمل".

ومنذ عام 2004 عندما فازت جنوب أفريقيا بشرف تنظيم كأس العالم بعد محاولة سابقة فاشلة لاستضافة مونديال 2006 ، بدأ جوردان رئيس اتحاد الكرة السابق بالبلاد حملة شرسة لإسكات المشككين.

إنها معركة يشبهها جوردان بالصراع لإنهاء سياسة الفصل العنصري الذي لعب فيه دورا أيضا من خلال الساحة الكروية.

وولد جوردان لأسرة مختلطة الأجناس في مدينة بورت إليزابيث الجنوبية مما جعله يتعرض للمضايقات منذ سن مبكرة.

وكانت أسرته مصنفة على أنها أسرة ملونة (مختلطة الأجناس) من قبل حكومة الحزب الوطني الأبيض في ذلك الوقت وتم إجبارهم على الانتقال من منزلهم في وسط المدينة إلى ضواحيها بعدما أعلن عن تخصيص منطقة وسط المدينة للمواطنين البيض فقط.

وقال جوردان : "كنت لا أزال فتى يافعا عندما رأيت شاحنات الحكومة تأتي إلى منزلنا وتحمل كل متاعنا على أحدى الشاحنات قبل أن تأتي الجرافات وتجهز على منزلنا لتساويه بالأرض".

ويضيف : "إنها ذكرى حية ومؤلمة للغاية عن نوع النظام الحاكم الذي كنا نعيش في ظله".

وبعد سنوات قليلة ، انضم جوردان إلى منظمة الطلاب الجنوب أفريقيين التابعة لحركة الوعي الأسود بقيادة ستيف بيكو ، أحد أبناء بورت إليزابيث أيضا ، واشترك في العديد من حركات المقاطعة والمظاهرات مما أدى إلى احتجازه من قبل الشرطة.

ويتذكر جوردان هذه الفترات بقوله : "كانت أوقات عصيبة وخطيرة" ، حيث اعتقل بيكو وقتها وعذبته الشرطة بوحشية قبل أن يتركوه ملقى على الأرض الحجرية لزنزانته بالسجن ليموت في عام 1997 وهو في الثلاثين من عمره وذلك بعد ثلاثة أعوام من مقتل أبراهام تيرو ، عضو قيادي آخر بحركة الوعي الأسود ، برسالة ملغومة في بتسوانا.

وفي هذه الحقبة تقريبا تم إنشاء المجلس الجنوب أفريقي للرياضة (ساكوس) غير العنصري.

ويقول جوردان : "كان بوسعهم وقف نشاط المنظمات السياسية ولكن ليس المنظمات الرياضية مما جعلنا ننتقل إلى المنظمات الرياضية لأننا كان بوسعنا عقد إجتماعاتنا السياسية في غرف تغيير ملابس اللاعبين أثناء خوضهم أي مباراة".

ومع اقتناعهم بأنه "لا وجود لممارسة طبيعية للرياضة في مجتمع لا يعيش بشكل طبيعي" فقد نجح المجلس الرياضي في حملته لعزل الرياضة الجنوب أفريقية عن الساحة الدولية وتضمن هذا العزل رياضات كرة القدم والرجبي وألعاب القوى.

ومنذ عام 1964 وحتى عام 1992 استبعدت جنوب أفريقيا من جميع بطولات كأس العالم ودورات الألعاب الأولمبية.

وتوجت الجهود المبذولة في الصراع من أجل المساواة بإطلاق سراح رمز التحرر في جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا عام 1990 ثم إجراء أول انتخابات ديمقراطية بالبلاد بعدها بأربعة أعوام. ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد حسبما يقول جوردان الذي كان عضوا برلمانيا تابعا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يرأسه مانديلا فيما بين عامي 1994 و1999 .

ويقول جوردان : "رغم أنه أوفى بوعده بأن جنوب أفريقيا ستكون بلدا أفضل ، فمازال أمامه طريقا طويلا لتحويل هذا الوعد إلى حقيقة كلية".

وتعتبر استضافة كأس العالم لكرة القدم جزءا من استراتيجية الوفاء بهذا الوعد ، وتعتمد هذه الاستراتيجية على استغلال الأحداث الكبرى لتحويل الأموال إلى تنمية البنية الأساسية للبلاد.

وأنفقت حكومة جنوب أفريقيا 33 مليار راند على الأقل (نحو 5ر4 مليار دولار) لبناء وتجديد عشرة استادات ستستضيف مباريات كاس العالم إلى جانب تطوير أنظمة النقل والاتصالات بالبلاد.

ولكن هل سيجدي كل هذا نفعا؟

إن أكبر الأسئلة المطروحة حاليا ولم تجد إجابة شافية بعد هي الجريمة ، فما هي درجة الأمان التي سينعم بها زوار كأس العالم في بلد يشهد مقتل 50 شخصا يوميا؟

هذا السؤال يطرح على جوردان في كل مؤتمر صحفي يحضره تقريبا ودائما ما يرد عليه بهدوء وصبر حيث يشير إلى سجل جنوب أفريقيا في استضافة البطولات الرياضية الكبيرة وإلى الإحصائيات التي تشير إلى أن السائحين الأجانب نادرا ما يتعرضون لإيذاء المجرمين.

مصدر الموضوع الاصلي: داني جوردان: السيد الهاديء كالنسيم شخصية العام جنوب أفريقيا

مصدر الموضوع الاصلي: داني جوردان: السيد الهاديء كالنسيم شخصية العام جنوب أفريقيا

مصدر الموضوع الاصلي: داني جوردان: السيد الهاديء كالنسيم شخصية العام جنوب أفريقيا

مصدر الموضوع الاصلي: داني جوردان: السيد الهاديء كالنسيم شخصية العام جنوب أفريقيا