دبي
- العربية.نت
أطلقت
السلطات الإيرانية دوريات شرطة في العاصمة لإلقاء القبض على النساء اللاتي
يرتدين ملابس غير محتشمة. وتأتي هذه الحملة في الوقت الذي يدعو فيه
المعارضون إلى مسيرات شعبية بمناسبة الذكرى السنوية للإنتخابات الرئاسية
المتنازع عليها، ويقول المنتقدون إن هذه الحملة تذكي مشاعر الإستياء، نقلا
عن "الشرق الأوسط" السعودية الخميس 3-6-2010.
المتشددون يقولون إن الحجاب غير اللائق يعد
"قضية أمنية" وإن "الأخلاق الفضفاضة" تهدد جوهر الجمهورية الإسلامية. وقد
وعد وزير الداخلية الإيراني "بخطة للعفة" من أجل تعزيز الملابس اللائقة "من
رياض الأطفال إلى العائلات"، على الرغم من أن تفاصيل هذه الخطة غير واضحة.
وتلقي الشرطة الإيرانية القبض على النساء بتهمة ارتداء معاطف قصيرة أو
أزياء غير محتشمة. ويذكر شهود عيان أن غرامات فرضت تصل إلى 800 دولار على
المرأة التي ترتدي زيا يُعتبر غير محتشم.
ويقول البعض في طهران إن هذه الإجراءات الجديدة تمثل جزءا من حملة حكومية
هدفها التخويف قبل حلول الذكرى السنوية للإنتخابات الرئاسية الشهر الحالي.
لقد أصبح المتشددون أكثر نفوذا منذ الانتخابات، التي قادت إلى شهور من
المظاهرات المناهضة للحكومة، ونظر إليها القادة على أنها أكبر تهديد للنظام
الإسلامي على مدار عقود.
ويلزم القانون في البلاد المرأة بتغطية شعرها وارتداء معاطف طويلة خارج
المنزل. ويقول رجال الدين إن الحجاب الإسلامي يحمي عفة النساء، ويمنع
الرجال من النظر إليهن باعتبارهن رموزا جنسية. بيد أن القانون ليس دقيقا،
والتفسيرات في هذا الشأن مختلفة. وفي الآونة الأخيرة، خرجت اثنتان من
الفتيات إلى شارع باهونار الراقي، فيما كانتا تستخدمان أحمر الشفاه وكانتا
ترتديان معطفين لونهما بيج ضيقين. وكان شعرهما الأصفر المصبوغ ممتدا على
كتفيهما، ويتدلى من تحت الأوشحة.
وعندما انتقلت الطالبة فاطمة ديلواري (24 عاما)، إلى طهران قادمة من إحدى
المدن الإقليمية قبل ثمانية أشهر، شعرت بالصدمة عندما شاهدت الملابس التي
ترتديها بعض النساء. وفي تعليقها على الشادور الأسود الذي ترتديه (وهو ثوب
يغطي الجسد بالكامل فيما عدا الوجه والكفين)، قالت فاطمة: حجابي يغطي
الجانب الأنثوي لدي، لذا أستطيع أن أكون حرة ونشيطة. بيد أن بعض النساء
تهتم فقط بأن يبدو مظهرهن جميلا". وقالت فاطمة: "إنهن يدمرن الحدود
الإجتماعية. العنف ليس جيدا، لكن ينبغي معاقبتهن".
وقالت فاطمة، وهي عضو في الحركة الطلابية التي تسعى للعدالة، وتهدف إلى
إحياء قيم الثورة الإسلامية، ينبغي للسلطات فرض قيود على مبيعات المكياج،
وحظر بيع المجوهرات. وقالت: "النظام الإسلامي لدينا مثل السفينة؛ لا نستطيع
السماح لبعض المسافرين بعمل ثقوب في جسم السفينة".
يذكر أنه إبان حكم الشاه محمد رضا بهلوي في إيران، الذي كان مدعوما من
الغرب، كانت ملابس السباحة والتنانير القصيرة من الملابس الشائعة. لكن خلال
السنوات الأولى عقب الثورة الإسلامية عام 1979، أخذت مجموعات من
الإسلاميين المسلحين بالهراوات بضرب النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب،
وهتفوا بشعارات مثل "غطين أجسادكن أو تحملن ضربات العصا".
وفي عام 2006، أي بعد عام من تولي الرئيس محمود أحمدي نجاد الحكم، حاولت
فرق خاصة «للإرشاد» الأخلاقي فرض شروط للزي فيما كان بمثابة العملية الأكثر
طموحا في الفترة الأخيرة. وجابت مئات الفرق مراكز التسوق والميادين
العامة، وأوقفت النساء اللاتي يعتقدن أنهن لا يلتزمن بالزي الشرعي، وكانت
تلقي القبض عليهن في بعض الأحيان.
واليوم، يقول البعض إن تكرار مثل هذه العقوبات بالنسبة لبعض النساء لن يكون
له تأثير يذكر في طهران، وهي المدينة التي يقطنها 12 مليون فرد.
وقالت نادية (15 عاما)، طالبة بالمرحلة الثانوية تم القبض عليها يوم
الثلاثاء الماضي "كانت أكمام المعطف الخاص بي قصيرة بمقدار ثلاث بوصات. لقد
تمت مصادرته. واتصلت شرطة الإرشاد الديني بوالدي ليأتي لتسلمي وإحضار
شادور لكي أرتديه في طريق العودة إلى المنزل». وقال والدها: «هذه الدوريات
تظهر وتختفي بين الفينة والأخرى. لكنها تخلف وراءها آثارا نفسية من
الترهيب".
وقال محمد هادي أيازي، نائب عمدة طهران وقائد سابق بالشرطة، إنه لا ينبغي
المبالغة في هذه المشكلة. وأضاف في مقابلة معه "إنها مشكلة ثقافية، وليست
مشكلة تستطيع الشرطة حلها".
وبعض الذين حاولوا قبل سنوات إرغام المرأة على ارتداء الحجاب يقولون الآن
إن القوة لن تنجح في ذلك. وقالت فاطمة رجائي، مشرعة سابقة ومؤيدة سابقة
للثورة الإسلامية، في مقابلة "بالنسبة لبعض النساء، تعد الصورة المختلفة
لارتداء الحجاب أيضا بمثابة احتجاج على الذين يريدون منهن ارتداء الشادور
فقط. لن يتوصل العنف أو المجتمع الذكوري إلى أي نتائج على الإطلاق.