مصدر الموضوع الاصلي: شجرتي ياشاهدة أحزان عذاب الخيانة...!!
مساء الورد
,,,
هذي قصة خطت بيدي بتاااريخ 24 / 4 /1425 هـ ,
وما زلت احتفظ بآآثارها في قلبببي ,,,
قرية صغيرة مليئة بالحقول الجميلة ,, تسكنها تلك الطفلة
التي تجاوزت ربيعها الثالث بأشهرٍ قليلة ..
تقفز وتلعب بين حقول قريتها كفراشة ملونة ,وو لاتعرف الحزن ولا الملل ,,
بريئة التفكير ,,, صغيرة القلب ,..
إلى جاء ذلك اليوم ...
كانت تظنه كبقية الآيام ,,ايامها الصافية ,,
قفزت ولعبت كالعادة .. لكن يداًخفية دفعتها , فسقطت أرضاً فوق ابنة عمها
التي تصغرها بعام واحد .
فشج رأسها ... وسآآل دمها ,,,
سمعتْ صرخة مدوية بل رعداً وقع على قلبها صاعقة اختلعته من مكانه ,,
"" ياااامجرمة ابتعدي عنها """مجــــرمة
!!
ماذا تعني هذه الكلمة ..؟؟!!!
عمي أنا لم أضربها .,,,
اصمتي وابتعدي .,,
حملها بين ذراعيه وهو يتمتم بكلمات لا أفهمها ,,
وبعد أن كبرت عرفت أنها سيل من الشتم والسباب !!
سار بها غلى البيت وهو يمسك بيده الآخرى طفلهُ المدلل الذي يصغرنا ..
سرتُ خلفهم بخطى ثقيلة ,,
دخلَ البيت .. زمجر كعادته أمام امي ,, انظري ماذا فعلت ابنتكـ؟؟؟!!
متناسياً أن ابنه هو الذي دفعني .. يأ إلهي ستصدقه أمي ,,
فالكبار لا يكذبون ,, هكذا كانت تقول لي دائماً ,,
ماذا افعل ؟؟؟
اقترفتُ الذنب بدون ذنب ..
واستوجبتُ العقوبة وأنا بريئة ,,
هربتُ إلى الحقل المجاور , وخبأتُ جسدي الصغير بين سنابل القمح ,, خرجت أمي
غاضبة ,, خائفة تبحث عني في كل مكان فلم تجدني ,,
عادت إلى البيت وجلة ,, اختفى طيفها ,,
خرجتُ من مخبأي,,
سرتث بخطى حيرى ,,
أإلى البيت أذهب ؟؟؟!! أم ابقى هنا ؟؟
أثقلني الهم والخوف ,,
فاستندت إلى شجرة التفاح القريبة ,,
اتكأت على جذعها ,, ووضعت رأسي بين ركبتي واطرقت مفكرة ’’
ألف سؤآآآل وسؤال .. تـتسابق إلى خلجي ..,,
تُرى ماذا سيحدث ؟؟؟!!
هل سأعاقب ..؟؟
أم انهم سينظرون إليَ بعين الرحمة ؟؟؟
هل سيشفقون على جسدي الصغير من الضرب ؟
لا اظن ,,,!!!
وقطع حبل تفكيري صوت الذئاب تعوي ,
رفعت رأسي .. خفق قلبي .. ارتعشت فرائصي .. ماذا أفعل ؟؟
لا بد أن اهرب ,, لابد ان اعود فالشمس احتجبت خلف الجبال ..
نهضتُ مسرعةً,,
فلاحت لي نظرات عمي القاسية في السماء ,, فتسمرت اقدامي ,
وعدتُ أدراجي ,, رغم خوفي ,,
احتضنتُ شجرتي وانفجرتُ باكية ,,,,,
ولكن ....!!!!!
ماهذا الدفء الذي أحاط بي ؟؟!!
إنها أمي ....
أمي الحنون عادت لتبحث عني ..
حملتني بين ذراعيها الحانيتين ,,
أمي المسكينة دخلت وهي تحملني ,,فصرخ الكل في وجهها ,, وزمجرووا ..
لم لا تضربينها ,,, ولم ... ولم ... ولم ,,؟؟؟
أمسكت بساعدي الصغير ودفعت بي إليهم ... خذوها ابنتكم افعلوا بها ماشئتم ,,
انصرفت أمي .. غادرت المكان ,,, لم تعد تحتمل ,,
تركتني وحيدة وذهبت إلى بيت خالي في القرية المجاورة ,,
أما أنا فلا ماحدث بعد ذلك سوى أني في اليوم التالي سمعتُ صوتاً قادماً ...
غاب عني طويلاً ,,
إنه أبي عاد من المدينة ,,
أسرعت زوجة عمي وأخرجتني من سجني .. غسلتْ وجهي وقالت :
هيا ياحبيبتي اخرجي فوالدك بالخارج ...
تعجبت!!!!
فالكبار لا يكذبون كما قالت أمي ..!!!
ولكن على مايبدو أنهم يتقنون هذا الفن حتى في مشاعرهم ..!!!
ركضتُ إلى ابي ارتميتُ في حضنه .. سألني عن أمي وإخوتي ,,,!!
لقد ذهبتْ لزيارة اخيها ,,, هكذا إجابة عمي الحبيب ,,
وفي ذلك اليوم حدثت المفاجأة .. كانت عودة أبي هذه المرة ليأخذنا معه ,,
وبدأت نقطة التحول في حياتي ..,, بانتقالي إلى المدينة ..
كل شئ جديد ,, غريب ,, متغير ..!!
مضت السنون والاعوام ,,
فأنا الان شابة في العشرين من عمري ,,
وفي أحد الايام اخبرنا أبي ان ضيفاً من القرية قادم ,, صدمت به إنه عمي ,,
آآآآهـ وآآآآه لماذا عاد؟؟؟
لماذا يثير الاحزان والاوجاع من جديد ؟؟؟
وفي أول لقاء بعد هذه السنين الطوال .. ناديته عماه !!!
أتذكر ذلك اليوم ؟؟ اتذكر تلك الحادثة ؟؟ أتذكر شجرة التفاح ؟؟؟
طأطأ رأسه خجلآ ,, وقال :
سامحيني يا ابنتي ,, كنت أحب سارة كثيرا ,,
شعرتُ بنشوةالانتصار؛وأثبت لآمي أن الكبار يكذبوون أحياناً ,,
وفي صيف ذلك العام قرر الجميع الاصطياف والذهاب الى قريتي الجميلة ,,
فرحتُ كثيرا وجل تفكيري يدور حول شجرة النفاح .. هل مازالت هناك؟؟
أم قلعت وغرست مكانها شجرة أخرى ؟؟
وصلنا الى القرية ’’
ياإلهي ..!!
الشجرة .!.!
مازالت هناك ركضت اليها ,, احتضنتها ,,!!
لكن ماذا حل بها ؟؟؟
لقد صغر حجمها وقصرتْ قامتها ... آه ,, يالني من غبية ,, انا التي كبرت
وطالت قامتي ,,,
آآآآه ياشجرتي كم اشتقت اليك ..!!!
ألستِ شجرتي وشاهدة أحزاااااني ’’...
منقول
بقلم
عذا ب الخيانة