مصدر الموضوع الاصلي: كساءُ العيوب والأخطاء.

كساءُ العيوب والأخطاء.

عندما تفدُ علينا الشتاء ببَردِه الشديد، يهرعُ
الكلّ إلى التدثر والتغطّي، وعدم إبداء شيءٍ من الجسد خوفاً عليه من لسع
البرد القارص، وهذا هو الفعلُ المعقول والأمر المشروع؛ لكن ما رأيكم لو
رأيتم رجلاً تخففَ من ملابسهِ واكتسى الملابس الصيفية الرقيقة في هذه
الأيّام الباردة .. ألايُخشى عليهِ من نزلاتِ البرد وأمراض الشتاء ؟! أظنكم
ستقولون بصوتٍ عالٍ : بلى ! إن لم يتضرّر أكثر.
إذن لننطلق من هذه الصّورة التي قد نصمُ صاحبه بالجنون والخبال؛ لما رأينا
مخالفتهُ للفطر السليمة والعقول المستقيمة، إلى صورة هيَ أكثر إلحاحاً
علينا، وتتشكلُ أمام مرآنا كثيراً قائلة : هل سعيتَ إلى كساء أخطائك وإصلاح
عيوبك ؟ أم أنك جعلتها عرضة للشمس ولفح الهواء وأعين النّاس؛ فازدادت بذلك
ضخامتها بعد أن كانت ضحلة يسيرة؛ فأصبحت الآن لاتطيق علاجها ولا مواراتها
عن النّاس، وكان الأجدر بك وأدها في حينها، وتغطيتها بمحاولة التصحيح مرّة،
وباكتساب صفة إيجابية مرة أخرى، وبمحاسبة النفس ثالثة، حتى تذهب عنك
بعيداً، وتنفكّ عنها انفكاكاً كلياً.

إنّ العيوب والأخطاء مهما تناهت في الصّغر، واستصغرت في الحجم؛ فإنها
تتكاثرُ على المرء وتجتمعُ عليه؛ فتقعدهُ عن كثيرٍ من السلوكيات الحسنة إذا
لم يقمْ باستدراكها، ووضعها على قائمة التصحيح والمُعالجة.
كلّنا يؤمّل الرقيّ في درجات الكمالِ والرّفعة – دنياً وآخرة – وتلك لا
يُتوصّل إليها إلا بعظيم مشقّة، وصبرٍ ومصابرة في كبح جماح النفس، وردعها
عن أهوائها وشهواتها. ومما يُمدح للمرءِ اشتغاله بإصلاح عيوبِ نفسه وأخطاءِ
شخصه، قال الإمامُ بكر بن عبد الله : [إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس
، ناسيا لعيبه ، فاعلموا أنه قد مُـكِـرَ بِهِ].

فخذوا من صورة الإدثار والتغطي طريقاً إلى تغطية العيوب وتصحيح الأخطاء؛ عسى نفسٌ ترتقي، وعزيمة تتوقد.

محمد آل قرعاني

مصدر الموضوع الاصلي: كساءُ العيوب والأخطاء.

مصدر الموضوع الاصلي: كساءُ العيوب والأخطاء.

مصدر الموضوع الاصلي: كساءُ العيوب والأخطاء.

مصدر الموضوع الاصلي: كساءُ العيوب والأخطاء.

مصدر الموضوع الاصلي: كساءُ العيوب والأخطاء.

دائــمــأ مـتـمـيـز بـمـواضـيـعـك الـرائـعـة

سـلـمـت يـداك عـلـى هـذا الـمـوضـوع الـرائـع

ولا تـحـرمـنـا مـن جـديـدك الـمـبـهـر

تـقـبـل مـرورى فـى صـفـحـاتك الـرائـعـة